responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 154

(و الجواب) أنه يمكن الجمع بين هاتين الطائفتين من الأخبار المتضارب بعضها بعضا، كغيرها من الأخبار الكثيرة في أبواب الفقه، فانه يمكن أن يكون المراد من النهي عنه المزاح الذي أدّى الى ايذاء المؤمن و سخريته الموجبة لمقته و ضغنه، كما يدلّ عليه الخبر الآتي:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ايّاكم و المزاح فانه يجرّ السخيمة، و يورث الضغينة، و هو السبّ الأصغر [1].

أو ما كان متجاوزا عن حد الاعتدال، كما يدلّ عليه الخبر الآتي:

عن أبى عبد اللّه (عليه السلام): كثرة المزاح تذهب بماء الوجه [2]:

أو ما كان فيه كذب و باطل، كما يدلّ عليه بعض الاخبار الآتية.

أو ما كان فيه فحش و تمزيق لجلباب الحياء و العفّة، كما يدلّ عليه هذا الخبر عن عبد اللّه بن محمد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان اللّه يحبّ المداعب في الجماعة بلا رفث [3] و لا يخفى عليك أن الرفث (أي الفحش) من العناوين الاضافية التي لا حقيقة لها ثابتة، فلهذا تختلف مصاديقها باختلاف الأشخاص و الزمان و المكان، كما سنبيّنه إن شاء اللّه المستعان.

ثمّ لا يكون غير جدير ان ذكرنا هاهنا بمناسبة المقام، بعضا من مزاح المعصومين، أحدهما رسول الثقلين، و ثانيهما أبو الحسن و الحسين (صلوات اللّه عليهم)

مزاح النبي (صلّى اللّه عليه و آله)

قال اللّه تعالى في صفة نبيّه الكريم: إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ [4] و قال عزّ و تعالى: فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [5].


[1] نفس المصدر

[2] أصول الكافى (ج 2/ 665)

[3] اصول الكافى (ج 2/ 663).

[4] القلم: 4

[5] آل عمران: 159

نام کتاب : كشف الأسرار في شرح الاستبصار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست