و الآخرة، فإن لم يرد عنه و اعجبه كان عليه كوزر من اغتابه (1).
و عن الصدوق باسناده عن الصادق (عليه السلام) في حديث الملاهي عن النبي (صلى اللّه عليه و آله): من تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد اللّه عنه ألف باب من الشر في الدنيا و الآخرة فإن هو لم يردها و هو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة إلى آخر الخبر (2).
و لعل وجه زيادة عقابه (3): أنه اذا لم يرده تجرّأ المغتاب على الغيبة فيصر على هذه الغيبة و غيرها.
و الظاهر أن الرد غير النهي عن الغيبة، و المراد به (4) الانتصار للغائب بما يناسب تلك الغيبة، فان كان (5) عيبا دنيويا انتصر له:
بأن العيب ليس إلا ما عاب اللّه به من المعاصي التي من أكبرها ذكرك أخاك بما لم يعبأ اللّه به، و إن كان (6) عيبا دينيا وجّهه بمحامل تخرجه (7)
(1) نفس المصدر. ص 607. الحديث 5.
(2) نفس المصدر. ص 599 الى 600. الحديث 13.
(3) أي زيادة عقاب المستمع عن المستغيب في قوله (صلى اللّه عليه و آله):
كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة.
(4) أي بالرد.
(5) أي إن كان ما يستغيبه عيبا دنيويا كأن يقول: إن زيدا متكبر أو سفيه، أو ليس له شرف.
و الباء في قوله: بأن العيب بيان لكيفية انتصار المستمع للمغتاب بالفتح
(6) أي ما يستغيبه كان عيبا دينيا كأن يقول: زيد متهاون في صلاته أو لا يلتزم بالشرع.
(7) الفاعل في وجّه المستمع أي وجّه المستمع العيب الديني على محامل