و لعل اللعب يشمل مثل حركات الأطفال غير المنبعثة عن القوى الشهوية.
و اللهو ما تلتذ به النفس، و ينبعث عن القوى الشهوية.
و قد ذكر غير واحد أن قوله تعالى: أَنَّمَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌالى آخر الآية (1) بيان ملاذ (2) الدنيا على ترتيب تدرجه (3) في العمر.
(1) و هو قوله تعالى: «وَ تَفٰاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكٰاثُرٌ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلٰادِ»[1].
(2) أي ذكر كثير من العلماء من أن هذه المراتب المذكورة في الآية الكريمة: من اللعب و اللهو و الزينة و التفاخر و التكاثر في الأموال و الأولاد التي يتدرج الانسان بها الى هذه المراحل شيئا فشيئا في أدوار مختلفة التي يستغرق كل دور منها ثمان سنوات: بيان للذائذ الدنيا، و إشارة إلى أن الدنيا عبارة عن هذه المراحل و التدرجات، فإن للانسان منذ ولادته و بعد انفطامه عن الحليب إلى أن يبلغ الأربعين من عمره الذي هو منتهى نضج العقل و نبوغه: خمسة أدوار:
(الدور الأول): اللعب.
(الدور الثاني): اللهو.
(الدور الثالث): الزينة.
(الدور الرابع): التفاخر.
(الدور الخامس): التكاثر في الأموال و الأولاد.
فكلما يدخل في دور من تلك الأدوار اقتضت طبيعة الانسان بمقتضى جبلته و خلقته شيئا من المذكورات، و ملاذ بفتح الميم جمع ملذة بفتحها أيضا.
(3) أي تدرج الانسان في تلك المراحل و الأدوار كما عرفت آنفا.