بخلاف (1) ما اذا قيل: انه مستلزم لما هو بديهي البطلان، لأن فيه تعريضا بأن صاحبه لم ينتقل الى الملازمة بين المطلب، و بين ما هو بديهي البطلان.
و لعل الملازمة نظرية (2) و قد وقع من بعض الأعلام بالنسبة الى بعضهم: ما (3) لا بدّ له من الحمل،
- كما اذا استدل هذا البعض على مدعاه برواية، أو آية، أو برهان عقلي فجاء الآخر فنقضه ورد عليه و قبحه و عابه و بالغ في ذلك بحيث يوجب استهجان القائل، و إدخال النقص و العيب عليه و الإزراء بكسر الهمزة و سكون الزاء مصدر باب الإفعال من أزرى يزري إزراء معناه: إدخال العيب على الآخر أو الاستخفاف به يقال: أزرى بأخيه أي أدخل عليه عيبا.
(1) اي بخلاف ما اذا قيل: ان الاستدلال الذي ذكره ذلك المصنف مستلزم لما هو بديهي البطلان، فإن مثل هذه المقالة لا توجب غيبة ذلك المصنف، و لا الاستهانة به، لأن عدم الانتقال الى هذه الملازمة لا يوجب الاستهجان في حق القائل، و لا الازراء به.
(2) اي و لعل الملازمة بين المطلب، و بين ما هو بديهي البطلان نظرية كسبية تحتاج الى التأمل الدقيق و التفكر العميق.
و حيث إن القائل لم يتأمل و لم يتفكر في ذلك لم تكن مثل هذه المقالة في حقه غيبة.
(3) فاعل لقوله: و قد وقع اي صدر عن بعض الأعلام في حق بعضهم في استدلالاتهم العلمية في مقام الرد بعض الكلمات القبيحة بالنسبة الى من يخالفه، و صدور هذه الكلمات عن هؤلاء الأعلام قبيح جدا و بعيد للنهاية.