و منها (1) ما في الكافي عن القمي عن أبيه عن شيخ من أصحابنا الكوفيين قال: دخل عيسى بن شقفي على أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
جعلت فداك أنا رجل كانت صناعتي السحر، و كنت آخذ عليه الأجر و كان (2) معاشي و قد حججت منه (3) و قد منّ اللّه عليّ بلقائك
- بخبر الاحتجاج المشار إليه في ص 91 في قوله (عليه السلام) في جواب سؤال (الزنديق المصري): إنهما موضع ابتلاء، و موقف فتنة: تسبيحهما اليوم: لو فعل الانسان كذا و كذا لكان كذا و كذا، و لو يعالج بكذا و كذا لصار كذا.
مقصود الامام (عليه السلام) من هذه الجمل و اللّه العالم: أن الملكين:
هاروت و ماروت يقولان: إن بعض العمليات لها اثرها الخاص لو يفعلها الانسان و يرتكبها لأدت الى توليد بعض الأمراض و العاهات و الإضرار في انسان آخر، فلو تعالج هذه الأمراض و العاهات بكذا و كذا، أي تدفع هذه الأمراض بسحر آخر: لذهبت تلك الإضرار و العاهات بأسرها، و لسلم منها و نجا، فالامام (عليه السلام) جوز دفع السحر بالسحر: حيث إنه لم ينف أصل السحر، و لم يقل: إنه كذب و ليس له وجود اصلا، بل قال في جواب السائل عن الملكين: فما تقول في الملكين هاروت و ماروت و ما يقول الناس: إنهما يعلمان السحر: إنهما موضع ابتلاء، و موقف فتنة إلى آخر ما ذكرناه لك.
(1) أي و من تلك الأخبار الدالة على جواز دفع ضرر السحر بالسحر.
(2) اسم كان مستتر يرجع الى الأجر الذي كان يأخذه الساحر، أي كان طريق ارتزاقي و إعاشتي من عملي السحرى هو الاجر الذي آخذه ممن أعمل له السحر.