المقامات: هو لطف الذوق، و صفاء القريحة، و هي منحة إلهية من قبل اللّه عز و جل فهي غرائز يهبها الباري عز اسمه لمن يشاء من عباده:
(العلم نور يقذفه اللّه في قلب من يشاء)، و إلا لهذه العلوم مراحل شاسعة، و أودية واسعة لا ساحل لها، فإن الانسان كلما ازداد أنسا بها و مزاولة: ازداد تضلعا و رسوخا في معرفة الخواص و المزايا منها.
فالملكة إنما تحصل للمجتهد بعد طي هذه العلوم فبها يقتدر من الاجتهاد في الفروع و استنباطها، و ردها إلى أصولها توسط الامارات و الأصول المعتبرة شرعا في جميع الأحكام من أول (الطهارات) إلى آخر الحدود و الديات من دون فرق بين باب منها، و باب آخر.
أقسام الاجتهاد:
الاجتهاد على قسمين:
مطلق.
و متجزي.
(فالأول): هي القدرة على استنباط جميع الأحكام الشرعية الفرعية في جميع الأبواب الفقهية من الطهارات، و العبادات، و المعاملات، و العقود و الايقاعات بواسطة تلك الملكة، و القوة القدسية.
(الثاني): يطلق على من اقتدر من الاجتهاد في بعض الأحكام الشرعية، و استنباط جزء منها كالعبادات مثلا، و ذلك بواسطة الملكة أيضا.
(أما الأول) فيصح له الاجتهاد في الأحكام، و الفتوى في مهام الأمور الدينية، و يجوز للآخرين الرجوع إليه و تقليده.
بحكم العقل، حيث يحكم برجوع الجاهل الى العالم في جميع المراتب