responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ مرتضى الأنصاري    جلد : 0  صفحه : 36

و مرارة الطريق.

ثم بعد التشرف (بالحرم المقدس الحسيني) على مشرفه آلاف الثناء و التحية حضر معهد بحث استاذه (شريف العلماء) فلازمه ملازمة الظل فلم يفارقه حتى استفاد من نمير منهله العذب غاية ما يمكن.

كان (شيخنا الأعظم) ملازما لبحث استاذه فظفر بانشودته الضالة خلال عام واحد يتردد عليه.

ثم عزم (شيخنا الأعظم) بعد بقائه في كربلاء سنة كاملة:

على زيارة مرقد مولانا (امير المؤمنين) عليه الصلاة و السلام و الانتهال من نمير تلك (المدينة العلمية الجبارة) فدخل (النجف الأشرف) فتشرف لزيارة المرقد العلوي الطاهر، ثم حضر معهد درس فقيه الشيعة (الشيخ موسى كاشف الغطاء) المعبر عنه ب: (المصلح بين الدولتين) [1]


[1] وجه تلقيب الشيخ موسى كاشف الغطاء ب: (المصلح بين الدولتين):

أنه في أيام (سعيد باشا) الوالي على (بغداد) حدث بين الحكومتين (الإيرانية و العثمانية) حادث سبب إثارة الحرب بينهما.

أليك خلاصة الحادث.

جاء لفيف من (الايرانيين) لزيارة مراقد (العتبات المقدسة) حسب طقوسهم الدينية، و تقاليدهم المذهبية فلما دخلوا (العراق) حمل عليهم عسكر الأتراك فقتلوا جماعة منهم، و نهبوا أموالهم و أموال الآخرين الذين لم يقتلوا فرجع الباقون الى (كرمانشاه) و كان الوالي عليها (محمد علي ميرزا) نجل (الملك فتحعلي شاه) القاجار، حيث كان هو الوالي على كردستان الايرانية و لرستان، من قبل والده فرجع الباقون من محل الحادث و ذهبوا الى محل الشهزاده و هم يبكون و يصرخون و معهم نسائهم و حرائرهم.

- سأل الشهزاده عن سبب بكائهم فاخبروه بما أصابهم في الطريق من جند العثمانيين فاستشاط غضبا و زاد تعجبا و قال: يا عجبا نحن تركنا العثمانيين عما فعلوا معنا و عفونا عنهم و هم بعد على جهلهم و ظلمهم و نحن أجدر بالبدءة في التعدي، و أحرى بالإساءة معهم، فهيأ من ساعته جيشا لمحاربة الأتراك.

و كانت هذه المعارك لبدامية دوما بين الحكومتين.

سمع الوالي بذلك فاعدّ جيشا عرمرما لمحاربة الشهزاده فتوجه نحو خانقين، و توجه الشهزاده نحو خانقين فاشتعلت نيران الحرب بين الجيشين قريبا من خانقين و كان النصر للشهزاده، و أسر من الجيش العثماني و فيهم داود افندي الجركسي الذي صار واليا على بغداد بعد قتل واليها (سعيد باشا) ولي نعمته الذي سمي بعد ذلك داود باشا.

اضطرب (سعيد باشا) الوالي و أهالي بغداد، خوفا من مجيء الشهزاده الى بغداد، و وقوع الحرب بينهما فلم يريدا إلا الاستنجاد (بالشيخ موسى) فاستنجد به فكتب هو و أهالي بغداد إليه يطلبون منه الاصلاح بين الدولتين.

وردت الكتب على الشيخ فلبى دعوتهم و مسئولهم، حقنا للدماء فكتب الى الملك (فتحعلي شاه القاجار)، والى (الشهزاده) فارسل الكتابين إليهما مع ابن عمه الشيخ موسى الخضر فجاء الشيخ الى ايران و سلم الكتابين فوقعا موضع تقدير و تجليل فجرى الصلح بين الدولتين، فامر الشهزاده بزحف الجيش، و رجع الشيخ مع الممثل الوالي فرحين مسرورين و معهما التحف و الهدايا الثمينة، كما أن الوالي ارسل هدايا و تحف كثيرة للشهزاده-

نام کتاب : كتاب المكاسب نویسنده : الشيخ مرتضى الأنصاري    جلد : 0  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست