قرأ القرآن الكريم و ختمه على حفّاظه المشهورين في مسقط رأسه، ثم اخذ في تعلم الكتابة و القراءة و أصول الحساب لدى أساتذة الفن، و مهرة الوقت حتى استوفى منها نصيبها، ثم وجه هممه العالية نحو العلوم العربية من النحو و الصرف و البلاغة و العروض بالإضافة الى العلوم العقلية من المنطق و الكلام فاكب عليها و اتقنها فاصبح ذا ملكة يقتدر بها من استخراج قواعدها، و تطبيقها على صغرياتها فبلغ بذلك مرتبة سامية، و درجة عالية و نال فيها أسمى الدرجات فصار من المتضلعين بها، و كتاباه: (الرسائل و المكاسب) اكبرا شاهد على إحاطته بالقواعد العربية، و القوانين المنطقية و الكلامية.
ثم شرع في الأصول و الفقه و لمّا يكمل العقد الثاني من عمره المبارك فاخذ في دراستهما دراسة تفهم و تعمق فحضر بحث بعض الأفاضل من علماء بلدته، فاستفاد منهم حتى نال مرتبة سامية يشار إليه بالبيان. و الوصول الى هذه الدرجة الرفيعة. و هذا يدل على نبوغه المبكر.
و كان جل استفاداته في هذين العلمين على عمه الجليل الفقيه:
(الشيخ حسين الأنصاري) الذي كان من أعلام أسرته، و من أفذاذ بلدته.
أنهى (شيخنا الأعظم) دروسه العالية في الفقه و الأصول على هذا العم النبيل، و بلغ فيهما الدرجة الراقية، و ظهرت له المقدرة العلمية.
لكنه يروم البلوغ الى أقصى مراحلهما، و أسمى مراتبهما كي يصبح مجتهدا مطلقا، و محققا تحريرا، و مدرسا منطيقا فعزم على الرحيل و التغرب عن الأهل و الأولاد و الأوطان في سبيل الوصول الى هدفه الأسنى.