أما والدته العظيمة: فهي بنت العلامة الجليل (الشيخ يعقوب) الأنصاري.
و كانت هذه المرأة الصالحة المؤمنة عابدة تقية، مواظبة على القيام بجميع العبادات من الفرائض و النوافل، مكبة على صلاة الليل و لم تفتها من نافلته ركعة واحدة حتى أخريات حياتها.
قيل: إنها بلغت من الورع و صلابة الإيمان مقاما كانت تؤثر الانصياع للشرع الشريف في كل بادرة من بوادر حياتها.
هذا و قد نقلت عنها بوادر كثيرة تدل على عمق إيمانها.
أليك بادرتين منها:
(الأولى): أنها لم ترضع هذا المولود المبارك طيلة إرضاعها له إلا و هي متطهرة.
(الثانية): أنه كان لشيخنا الأعظم اخ اسمه (الشيخ منصور) من اهل العلم و الفضيلة و كان فقير الحال- كما هي شيمة العلماء- كثير العيال فرقّت عليه والدته فاخبرت ولدها الاكبر شيخنا الأعظم حين أن ألقت الرئاسة الامامية مقاليدها إليه، و اصبح زعيما مطلقا في الأصقاع الشيعية فدعته لمساعدته بأكثر من الرواتب الجارية على روّاد العلم و طلابه التي كان يجريها عليهم (شيخنا الأعظم) حسب احتياجاتهم.
فقالت مخاطبة له: إن أخاك ضعيف الحال، كثير العيال و راتبه المقرر لا يسد مصاريفه اليومية و انت تراه بهذه الحالة و الأموال تحت
و قد ألف فيه كتبا نظما و نثرا، و له كتب علمية قيمة أخرى بعضها مطبوع.
انتقل الى الرفيق الأعلى ليلة 15 شعبان المعظم. عام 1258 و حمل نعشه الطاهر الى (كربلاء المشرفة) و دفن هناك.