(الثاني): من تلامذة الشيخ (الشيخ جعفر) نجل المرحوم (الملا حسين التستري).
كان فقيها عظيما، و محدثا جليلا، و خطيبا بارعا، و واعظا متعظا
ولد في مدينة (تستر) من أبوين كريمين.
غادر مسقط رأسه متوجها نحو (النجف الأشرف) في عنفوان شبابه لأجل التلمذ على علمائها الأعلام، و أساتذتها الكرام بعد إنهاء دراساته البدائية لدى أعلام مدينة (تستر).
حل في (النجف الأشرف)، و تتلمذ على الفقيهين (الشيخ راضي النجفي، و الشيخ الأنصاري) الى أن ظهرت مقدرته العلمية، و بلغ مرتبة سامية و درجة رفيعة في الاجتهاد حتى صار من مشاهير العلماء الذين يشار إليهم بالبنان، و اعترف بفضله و قابليته زملاؤه الكرام من معهد درس استاذيه.
استقل بالتدريس و التأليف بعد وفاة أستاذه (الشيخ الأنصاري) ثم أخذ في الوعظ و الارشاد بكل اخلاص و ايمان.
فكان يرقى المنبر في (الصحن الشريف العلوي) في شهر (رمضان المبارك) المصادف أيام تموز قبل تسعين عاما عند باب الطوسى و يجتمع تحت منبره مئات النفوس، لسماع بحثه و وعظه من مختلف الطبقات و كان لكلامه تأثير عميق في النفوس، و كان مسيطرا عليها و على أفكار الناس و أفئدتهم.
و المعروف عنه: أنه لم يكن يعظ بشيء دون أن يطبقه على نفسه من قبل حتى يكون تأثيره على الناس آكد على قاعدة:
إن الكلام اذا خرج من القلب دخل في القلب، و اذا خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان.