كانت في الأصل حيث جعلت تقول صلة أخرجتها من حد الإضافة إلى قولك: إذ تقول جملة، فإذا أفردتها نونتها لالتزاقها بالكلمة التي معها كأنها كلمة واحدة، كقولك: عشيتئذ بنو فلان يقولون كذا، لأن تقول هاهنا خبر، و في البيت صلة، و إنما جاءت في سبع كلمات موقتات في حينئذ و يومئذ و ليلتئذ و ساعتئذ و غداتئذ و عامتئذ و عشيئذ، و لم يقل: الآنئذ، و إنما خصت هؤلاء الكلمات بها لأن أقرب ما يكون في الحال قولك: الآن، فلما لم يتحول هذا الاسم عن وقت الحال، و لم يتباعد عن ساعتك التي أنت فيها، لم يتمكن، و لذلك نصبت في كل وجه، فلما أرادوا أن يتباعدوا بها و يحولوها من حال إلى حال و لم تنقد أن يقولوا: الآنئذ عكسوا ليعرف بها وقت ما تباعد من الحال، فقالوا: حينئذ و لكن قالوا: الآن لساعتك في التقريب، و في التبعيد: حينئذ و نزل بمنزلتها الساعة و ساعتئذ، و صار في حدهما اليوم و يومئذ و الحروف التي وصفنا على ميزان ذلك مخصوصة بتوقيت لم يخص به سائر أسماء الأزمنة إلا ببيان وقت نحو: لقيته سنة خرج و رأيته شهر يقدم الحاج، كقوله: