و من المعلوم أنّ فقد ما يناسب حاله عذر عرفا و شرعا، و لذا يلاحظ في كثير من الموارد.
و يؤيّده ما دلّ من الأخبار على اعتبار الإيسار في الحجّ [2]. فإنّ فاقد الراحلة المناسبة معسر جدّا، و لهذا يستحقّ الزكاة من كان بعض ما يحتاج إليه غير مناسب لشرف حاله. و لا يجوز مطالبة من كان دار سكناه و خادمه أضعاف مقدار الدين إذا كان من أهلهما.
و نحوه رواية أبي الربيع الشاميّ المفسّرة لاستطاعة السبيل بالسعة في المال [3] فإنّ المراد من السعة في المال إنّما هو باعتبار الحال في مقابل الضيق.
و يؤيّده استقراء الموارد الكثيرة في مراعاة الشارع حال الشرف، و ما دلّ على منع المؤمن من إذلال نفسه [4]، و ما اتّفق عليه الأصحاب: من عدم بيع الخادم [5] مع أنّه غالبا ليس لعجز الشخص بدنا عن القيام بحوائجه، بل لعدم مناسبة حاله لمباشرتها.
خلافا لجماعة من متأخّري المتأخّرين فحكموا بعدم اعتبار ذلك [6].