نام کتاب : قواعد الأحكام في معرفة الحلال و الحرام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 16
و لذا صمم هو و من معه كخطوة اولى الحفاظ على المشهدين الشريفين و الحلة و أعمالها، فذهب الشيخ سديد الدين إلى هولاكو و نجح هذا النجاح الباهر في إتمام هذه الخطوة الاولى و الحصول على الأمان لأهل هذه المناطق.
و كخطوة ثانية ألف السيد مجد الدين محمد بن طاوس كتاب البشارة و أهداه إلى هولاكو، فأنتجت هذه الخطوة أن رد هولاكو شؤون النقابة في البلاد الفراتية إلى السيد ابن طاوس، و أمر هولاكو بسلامة المشهدين و الحلة.
و كخطوة ثالثة- و هي مرحلة الإصلاح- حاولوا إصلاح هذا المعتدي و ردعه عن ارتكاب الجرائم، و هدايته هو و من معه إلى الصراط المستقيم، من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أثمرت هذه الخطوة ببركة النصير الطوسي أن أسلم الملك هولاكو و كثير من المغول، و استطاع النصير الحفاظ على ما تبقى من التراث بعد هلاك جله، و صار النصير الطوسي وزير هذا السلطان، و قام بمهام كبيرة في خدمة العلم و العلماء، و الحفاظ على النفوس و الدماء.
و مع كل هذه الخدمات التي قام بها علماء الشيعة لأجل الحفاظ على الدين و الناموس، و مع كل هذا الإحسان الذي قدموه للانسانية، نرى بعض من يدعي الفضل من العامة يرد هذا الإحسان بالإساءة، فيقدح بالنصير و من معه بأنهم ساعدوا هولاكو في الاعتداء و ساوموه!!! و أمه هي: بنت العالم الفقيه الشيخ أبي يحيى الحسن بن الشيخ أبي زكريا يحيى ابن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي، و هي أيضا أخت الشيخ أبي القاسم جعفر المحقق الحلي، فمن المعلوم أن امرأة كهذه- تربت و نشأت في وسط جو مملوء بالتقوى، و بين علماء أفذاذ- لا تكون إلا امرأة صالحة تقية حقيق لها أن تنجب مثل العلامة الحلي.