نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 83
منه عالج ذلك إمّا بإصلاح أو بالحذف والإزالة ، وقاطع الرحم يُحارب الله في تكوينه ، فإن لم يصلح بالاستصلاح بتر الله عمره وقطع دابره ، وأمّا أنّ الإنسان اليوم لا يحسّ بهذه الحقيقة وأمثالها ، فلا غَرو لأنّ الأدواء قد أحاطت بجثمان الإنسانية فاختلطت وتشابهت وأزمنت ، فالحسُّ لا يجد فراغاً يقوى به على إدراك الألم والعذاب .
ـ 5 ـ
المجتمع الأول
الآيات القرآنية ظاهرة ـ ظهوراً قريباً ـ من الصراحة ، في أنّ البشر الموجودين اليوم ـ ونحن منهم ـ ينتهون بالتناسل إلى زوج ، أي رجل وامرأة بعينهما ، وقد سُمِّي الرجل في القرآن بآدم وهما غير متكوِّنين من أب وأمٍّ ، بل مخلوقان من تراب أو طين ، أو صلصال أو الأرض على اختلاف تعبيرات القرآن .
فهذا هو الذي تُفيده الآيات ظهوراً معتدَّاً به ، وإن لم تكن نصّاً صريحاً لا يقبل التأويل ، ولا المسألة من ضروريات الدين ، نعم يمكن عدّ انتهاء النسل الحاضر إلى آدم ضروريّاً من القرآن ، وأما أنّ آدم هذا هل أُريد به آدم النوعي ـ أعني الطبيعة الإنسانية الفاشية في الأشخاص أو عدّة معدودة من الأفراد هم أُصول النسب والآباء والأُمهات الأولية ـ أو فرد إنساني واحد بالشخص ؟ وعلى هذا التقدير ؛ هل هو فرد من نوع الإنسان تولّد من نوع آخر ـ كالقردة مثلاً ـ على طريق تطوُّر الأنواع وظهور الأكمل من الكامل والكامل من الناقص ، وهكذا ؟ أو هو فرد من الإنسان كامل بالكامل الفكري تولّد من زوج من الإنسان غير المجهّز بجهاز التعقّل ، فكان مبدأ لظهور النوع الإنساني المجهّز بالتعقُّل القابل للتكليف وانفصاله من النوع غير المجهز بذلك ، فالبشر
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 83