نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 8
وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ... )[1] إلى غير ذلك من الآيات .
ـ 2 ـ
الإنسان ونموُّه في مجتمعه
المجتمع الإنساني كسائر الخواصّ الروحية الإنسانية ، وما يرتبط بها لم يوجد حين وجد تامَّاً كاملاً لا يقبل النماء والزيادة ، بل هو كسائر الأُمور الروحية الإدراكية الإنسانية ، لم يزل يتكامل بتكامل الإنسان في كمالاته المادية والمعنوية ، وعلى الحقيقة لم يكن من المتوقّع أن تُستثنى هذه الخاصة من بين جميع الخواصّ الإنسانية ، فتظهر أول ظهورها تامّة كاملة ، أتمّ ما يكون وأكمله ، بل هي كسائر الخواصّ الإنسانية التي لها ارتباط بقوَّتي العلم والإدارة تدريجية الكمال في الإنسان .
والذي يظهر من التأمّل في حال هذا النوع ، أنّ أول ما ظهر من المجتمع فيه الاجتماع المنزلي بالازدواج لكون عامله الطبيعي ، وهو جهاز التناسل أقوى عوامل الاجتماع لعدم تحقُّقه إلاّ بأزيد من فرد واحد أصلاً ، بخلاف مثل التغذِّي وغيره ، ثمّ ظهرت منه الخاصة التي سمّيناها في مباحث كتابنا ( الميزان ) بالاستخدام وهو توسيط الإنسان غيره ، في سبيل رفع حوائجه ببسط سلطته وتحميل إرادته عليه ، ثمّ برز ذلك في صورة الرئاسة كرئيس المنزل ورئيس العشيرة ، ورئيس القبيلة ، ورئيس الأمّة ، وبالطبع كان المقدّم المتعيِّن من بين العدَّة أولاً أقواهم وأشجعهم ، ثمّ أشجعهم وأكثرهم مالاً وولداً ، وهكذا حتى ينتهي إلى أعلمهم بفنون الحكومة والسياسة ، وهذا هو السبب الابتدائي لظهور الوثنيّة ، وقيامها على ساقها حتى اليوم .