نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 76
وهذه فرضية افتُرضت لتوجيه ما يلحق بهذه الأنواع من الخواص والآثار ، من غير قيام دليل عليها بالخصوص ونفي ما عداها ، مع إمكان فرض هذه الأنواع متبائنة من غير اتّصال بينها بالتطوُّر ، وقصر التطوُّر على حالات هذه الأنواع دون ذواتها ، وهي التي جرى فيها التجارب ، فإنّ التجارب لم يتناول فرداً من أفراد هذه الأنواع تحوّل إلى فرد من نوع آخر كقردة إلى إنسان ، وإنّما يتناول بعض هذه الأنواع من حيث خواصّها ولوازمها وأعراضها .
واستقصاء هذا البحث يُطلب من غير هذا الموضع ، وإنّما المقصود الإشارة إلى أنّه فرض افترضوه ؛ لتوجيه ما يرتبط به من المسائل ، من غير أن يقوم عليه دليل قاطع ، فالحقيقة التي يُشير إليها القرآن الكريم من كون الإنسان نوعاً مفصولاً عن سائر الأنواع غير معارضة بشيء .
ـ 4 ـ
كيف تناسلت الطبقة الثانية من البشر ؟
الطبقة الأُولى من الإنسان ، وهي آدم وزوجته ، تناسلت بالازدواج ، فأولدت بنين وبنات ( إخوة وأخوات ) ، فهل نسل هؤلاء بالازدواج بينهم ـ وهم أخوة وأخوات ـ أو بطريق غير ذلك ؟ ظاهر إطلاق قوله تعالى : ( ... وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء ... ) الآية ـ على ما تقدّم من التقريب ـ أنّ النسل الموجود من الإنسان إنّما ينتهي إلى آدم وزوجته ، من غير أن يُشاركهما في ذلك غيرهما من ذكر أو أُنثى ، ولم يذكر القرآن للبثّ إلاّ إيّاهما ، ولو كان لغيرهما شركة في ذلك لقال : وبثّ منهما ومن غيرهما ، أو ذكر ذلك بما يُناسبه من اللفظ ، ومن المعلوم أنّ انحصار مبدأ النسل في آدم وزوجته يقضي بازدواجٍ بنيهما من بناتهما .
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 76