وهذه أحكام وقواعد جزئية ، تتغيّر بتغيُّر المصالح والأسباب التي لا تزال يحدث منها شيء ويزول منها شيء ، غير الأحكام الإلهية ، التي يشتمل عليها الكتاب والسنّة ، ولا سبيل للنسخ إليها ولبيانه التفصيلي محلٌّ آخر .
ـ 12 ـ
مَن الذي يتقلَّد ولاية المجتمع في الإسلام وما سيرته ؟
كانت ولاية أمر المجتمع الإسلامي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وافتراض طاعته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الناس واتّباعه صريح القرآن الكريم .
قال تعالى : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ... )[2] .
وقال تعالى : ( ... لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ... )[3] .
وقال تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ... )[4] .
وقال تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ... )[5] .
إلى غير ذلك من الآيات الكبيرة ، التي يتضمّن كل منها بعض شؤون ولايته العامة في المجتمع الإسلامي أو جميعها .
والوجه الوافي لغرض الباحث في هذا الباب ، أن يُطالع سيرته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويمتلئ منه نظراً ، ثمّ يعود إلى مجموع ما نزل من الآيات في الأخلاق والقوانين ، المشرّعة في الأحكام العبادية والمعاملات والسياسات ، وسائر