responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 46

وبعبارة أُخرى : لو صحّ أنّ ( كل رأي واعتقاد يجب أن يتغيّر يوماً ) وجب أن يتغيّر هذا الرأي نفسه ـ أي لا يتغيّر بعض الاعتقادات أبداً ـ فافهم ذلك .

ـ 11 ـ

هل الإسلام قادر على إسعاد البشرية ؟

ربّما يُقال : هَبْ أنّ الإسلام ـ لتعرُّضه لجميع شؤون الإنسانية الموجودة في عصر نزول القرآن ـ كان يكفي في إيصاله مجتمع ذلك العصر إلى سعادتهم الحقيقية ، وجميع أمانيهم في الحياة ، لكنّ الزمن استطاع أن يغيّر طرق الحياة الإنسانية ، فالحياة الثقافية والعيشة الصناعية في حضارة اليوم لا تُشبه الحياة الساذجة قبل أربعة عشر قرناً ، المقتصرة على الوسائل الطبيعية الابتدائية ، فقد بلغ الإنسان إثر مجاهداته الطويلة الشاقّة مبلغاً من الارتقاء والتكامل المدني ، لو قيس إلى ما كان عليه قبل عدّة قرون ، كان كالقياس بين نوعين متباينين ، فكيف تفي القوانين الموضوعة لتنظيم الحياة في ذلك العصر للحياة المتشكِّلة العبقرية اليوم ؟ وكيف يمكن أن تحمل كل من الحياتين أثقال الأُخرى ؟

والجواب : إنّ الاختلاف بين العصرين من حيث صورة الحياة لا يرجع إلى كلّيات شؤونها ، وإنّما هو من حيث المصاديق والموارد .

وبعبارة أُخرى : يحتاج الإنسان في حياته إلى غذاء يتغذّى به ، ولباس يلبسه ، ودار يقطن فيه ويسكنه ، ووسائل تحمله وتحمل أثقاله وتنقلها من مكان إلى آخر ، ومجتمع يعيش بين أفراده ، وروابط تناسلية وتجارية وصناعية وعملية وغير ذلك ، وهذه حاجة كلّية غير متغيّرة ، ما دام الإنسان إنساناً ذا هذه الفطرة والبُنية ، وما دام حياته هذه الحياة الإنسانية ، والإنسان الأوّلي وإنسان هذا اليوم في ذلك على حدٍّ سواء .

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست