responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 43

السعيدة ، والمجتمع الإسلامي مجتمع سعيد مغبوط ، لكنّ هذه السنّة لجامعيّتها وانتفاء حرّية العقيدة فيها تستوجب ركود المجتمع ووقوفه عن التحوّل والتكامل ، وهو من عيوب المجتمع الكامل ـ كما قيل ـ فإنّ السير التكاملي يحتاج إلى تحقيق القوى المتضادّة في الشيء وتفاعلها ؛ حتى تولِّد بالكسر والانكسار مولوداً جديداً خالياً من نواقص العوامل المولدة التي زالت بالتفاعل ، فإذا فُرِض أنّ الإسلام يرفع الأضداد والنواقص وخاصة العقائد المتضادّة من أصلها ، فلازمه أن يتوقّف المجتمع ـ الذي يكوِّنه ـ عن السير التكاملي !!

أقول : وهو من إشكالات المادية الجدلية ( ماتر باليسم ديالكتيك ) وفيه خلط عجيب ؛ فإنّ العقائد والمعارف الإنسانية على نوعين : نوع يقبل التحوُّل والتكامل ، وهو العلوم الصناعية التي تُستخدم في طريق ترفيع قواعد الحياة المادّية وتذليل الطبيعة العاصية للإنسان ، كالعلوم الرياضية والطبيعية وغيرهما ، وهذه العلوم والصناعات وما في عدادها كلّما تحوّلت من النقص إلى الكمال أوجب ذلك تحوُّل الحياة الاجتماعية لذلك .

ونوع آخر لا يقبل التحوّل ـ وإن كان يقبل التكامل بمعنى آخر ـ وهو العلوم والمعارف العامة الإلهية ، التي تقضي في المبدأ والمعاد ، والسعادة والشقاء وغير ذلك ، قضاءً قاطعاً واقفاً غير متغيِّر ولا متحوِّل ، وإن قبلت الارتقاء والكمال من حيث الدقّة والتعمُّق ، وهذه العلوم والمعارف لا تؤثّر في الاجتماعات وسنن الحياة إلاّ بنحو كلِّي ، فوقوف هذه المعارف والآراء وثبوتها على حال واحد ، لا يوجب وقوف الاجتماعات عن سيرها الارتقائي ، كما نُشاهد أنّ عندنا آراء كثيرة كلّية ثابتة في حال واحد ، من غير أن يقف اجتماعنا لذلك عن سيره كقولنا : إنّ الإنسان يجب أن ينبعث إلى العمل لحفظ حياته ، وإنّ العمل يجب أن يكون لنفع عائد إلى الإنسان ، وإنّ الإنسان

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست