responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 36

كما قال تعالى : ( ... لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) [1] .

وإذا كان كذلك ؛ فإن قتلتمونا أو أصابنا منكم شيء ، كان لنا عظيم الأجر والعاقبة الحُسنى عند ربنا ، فإن قتلناكم أو أصبنا منكم شيئاً ، كان لنا عظيم الثواب والعاقبة الحُسنى والتمكُّن في الدنيا من عدوِّنا ، فنحن على أيِّ حال سعداء مغبوطون ، ولا تتحفون لنا في قتالنا ولا تتربّصون بنا في أمرنا إلاّ إحدى الحُسنيين ، فنحن على الحُسنى والسعادة على أيِّ حال ، وأنت على السعادة ونيل البغية بعقيدتكم على أحد التقديرين ، وفي إحدى الحالين ، وهو كون الدائرة لكم علينا ، فنحن نتربص بكم ما يسؤوكم ، وأنتم لا تتربّصون بنا إلاّ ما يسرُّنا ويُسعدنا .

فهذان منطقان ، أحدهما يعني الثبات وعدم الزوال على مبنى إحساسي ، وهو أن الثابت أحد نفعين ، إمّا حمد الناس وإمّا الراحة من العدوّ ، هذا إذا كان هناك نفع عائد إلى الإنسان المقاتل الذي يُلقي بنفسه إلى التهلكة ، أمّا إذا لم يكن هناك نفع عائد ، كما لو لم يحمده الناس لعدم تقديرهم قدر الجهاد ، وتساوى عندهم الخدمة والخيانة ، أو كانت الخدمة ممّا ليس من شأنه أن يظهر لهم ألبتّة ، أو لا هي ولا الخيانة ، أو لم يسترح الإحساس بفناء العدوّ ، بل إنّما يستريح به الحق ، فليس لهذا المنطق إلاّ العيّ واللُّكنة .

وهذه الموارد المعدودة هي الأسباب العامة في كل بغي وخيانة وجناية ، يقول الخائن المساهل في أمر القانون : إنّ خدمته لا تُقدَّر عند الناس بما يعدُّ


[1] سورة التوبة ، الآيتان : 120 ـ 121 .

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست