نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 126
ماذا تعني قيمومة الرجل ؟
تقوية القرآن الكريم لجانب العقل الإنساني السليم ، وترجيحه إيَّاه على الهوى واتِّباع الشهوات ، والخضوع لحكم العواطف والإحساسات الحادَّة وحضُّه وترغيبه في اتِّباعه ، وتوصيته في حفظ هذه الوديعة الإلهية عن الضيعة ممَّا لا ستر عليه ، ولا حاجة إلى إيراد دليل كتابي يؤدِّي إليه ، فقد تضمَّن القرآن آيات كثيرة متكثِّرة في الدلالة على ذلك ت، صريحاً وتلويحاً ، وبكل لسان وبيان .
ولم يُهمل القرآن مع ذلك أمر العواطف الحسنة الطاهرة ، ومهامّ آثارها الجميلة ، التي يتربّى بها الفرد ويقوم بها صلب المجتمع كقوله : ( ... أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ... )[1] .
لكنّه عدلها بالموافقة لحكم العقل ، فصار اتّباع حكم هذه العواطف والميول اتّباعاً لحكم العقل ، وقد مرّ في بعض المباحث السابقة أنّ من حفظ الإسلام لجانب العقل وبنائه أحكامه المشرّعة على ذلك ، أنّ جميع الأعمال والأحوال والأخلاق التي تُبطل استقامة العقل في حكمه ، وتوجب خبطه في قضائه وتقويمه لشؤون المجتمع ، كشرب الخمر والقمار ، وأقسام المعاملات الغررية ، والكذب والبهتان ، والافتراء والغيبة ، كل ذلك محرّمة في الدين .