ولابد للحقيقة أن تنتصر، كما قال تعالى: ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ))[1].
وقال عز من قائل: ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ))[2].
بل في عقيدتنا أن هذه الوسائل في مقاومة التشيع تخدمه على الأمد الطويل، وتزيد في وضوح حجته. إذ بعد أن تنكشف الحقائق، ويتضح كذب تلك الافتراءات، تتضح واقعية التشيع وعدم وجود السلبيات فيه، وإفلاس مهاجميه، حتى اضطروا للكذب والبهتان، والتهريج والتشنيع. كما تتضح بذلك سوء نوايا مهاجميه، وخبث مقاصدهم ودوافعهم. وكفى بهذا خدمة للتشيع، ووسام فخر له، وللحقيقة التي لا زالت محاربة مضطهدة.
وكفى بالتجارب الماضية عبرةً لن، وشاهداً على ما نقول. فإن التشيع لم يزل محارباً ملاحقاً من يومه الأول، ولم يزل هدفاً للتشنيع والتهريج، والشتم والسب، والكذب والبهتان، وليس موقف الأمويين والعباسيين والعثمانيين وغيرهم من التشيع بأخفّ من موقف السلفيين هذه الأيام ومن يدفعهم منه. لكن التشيع لم يزل ثابت القدمين بحقه وحقيقته، ولا تزيده الزلازل والأعاصير إلا قوة وصلابة، وظهوراً وانتشار.