الإسلام والمسلمين بعد التلاقي العقائدي في أصول الإسلام.
وليحتفظ كل منهم بعقيدته لنفسه، أو يدعو لها بالتي هي أحسن، وبالطرق العلمية والبرهانية الهادئة والهادفة. مع البعد عن الكذب والبهتان، والشتم والسبّ، والتهريج والتشنيع:
أولاً: لأن ذلك لا يثبت حقيقة، ولا ينهض حجة بين يدي الله تعالى يوم يعرضون عليه [يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ][1].
وثانياً: لأنه مدعاة للعداء والشحناء، وشق كلمة الأمة وإضعافه، وإشغال بعضها ببعض، ونسيان الأهداف المشتركة. وهو الذي يسعى له أعداء الإسلام، من أجل قضاء مآربهم الخبيثة. بل قد تحمل سورة الاندفاع في ذلك لتحالف بعض الأطراف مع أعداء الإسلام، لضرب الطرف الآخر، والنيل منه.
وبالأمس القريب كان المسلمون يتعاونون مع المسيحيين من أجل الوقوف أمام المدّ الإلحادي، وتناسى الطرفان خلافاتهم الدينية، وتضارب مصالحهم المادية، من أجل وحدة الهدف، والوقوف بوجه العدوّ المشترك. فلماذا لا يتعاون المسلمون فيما بينهم الآن من أجل ذلك، مع أنه يجمعهم دين واحد، وأصول أصيلة مشتركة؟! ولماذا كلما زاد عدوهم قوة وشراسة زادت خلافاتهم فيما بينهم حدة وقسوة، وشاعت فيهم لغة الطعن والشتم، والكذب والبهتان، والتشنيع والتهريج؟!.