قال: فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: إنا نحسبك غريب. قال: قلت: أجل. قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب..." [1].
وفي حديث عتّي بن ضمرة عنه: "فقال: والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن فيها قول، لا أبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني.
فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام أتيت المدينة فإذا أهلها يموجون بعضهم في بعض في سككهم، فقلت: ما شأن هؤلاء الناس؟... قال: فإنه قد مات سيد المسلمين اليوم أبي بن كعب..." [2].
هذا ما تيسر لنا عاجلاً من عرض مواقف بعض الصحابة وتصرفاتهم، ومواقف بعضهم من بعض، ونظرتهم إلى أنفسهم، وإلى بعضهم.
وهناك حوادث أخرى يأتي التعرض لها في موقعها المناسب من بقية حديثن. كما أن هناك حوادث دونت لا يتيسر لنا استقصاؤه، أو لا نرى صلاحاً في ذلك.
وحسب الوضع الطبيعي فإن ما لم يدوّن أكثر مما دوّن، فإن الصحابة ـ بالمعنى العام الشامل لكل من رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع حديثه ـ عدد كبير جد، وقد شغلوا مسافة زمنية تقارب القرن، قد امتلأت بالأحداث المثيرة والفتن والتناقضات، وقد شارك كثير منهم فيه، بل كان بعضهم أقطابها التي تدور عليهم حوادثه.
[1] الطبقات الكبرى 3: 501 في ترجمة أبي بن كعب، واللفظ له. الأحاديث المختارة 3: 346 ـ 347 (جندب أظنه ابن عبدالله بن سفيان البجلي العلقي وهو صحابي عن أبي بن كعب (رضي الله عنهم) ). تاريخ دمشق 7: 341 في ترجمة أبي بن كعب بن قيس.
[2] الطبقات الكبرى 3: 500 ـ 501 في ترجمة أبي بن كعب، واللفظ له. سير أعلام النبلاء
1: 399 في ترجمة أبي بن كعب. تهذيب الكمال 2: 270 في ترجمة أبي بن كعب. تاريخ