responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 417

وإنّما نطلق على تفسير الإدراك البصري بهذا : اسم التفسير العلمي ؛ لأنّه يدخل في المجال التجريبي ، أو الملاحظة المنظّمة ؛ فإنّ إدراك الصيغة ، وتغيّر الجزء تبعاً لتغيّرها تجريبي ، ولذلك برهنت مدرسة (الجشطالت) على نظريتها بالتجربة التي توضّح أنّ الإنسان لا يدرك الأجزاء فحسب ، بل يدرك شيئاً آخر كالشكل أو النغم ، ولذلك قد تجتمع الأجزاء جميعاً ، ومع ذلك لا يدرك ذلك الشكل أو النغم . فهناك ـ إذن ـ الصيغة التي تكشف الأجزاء جميعاً .

ولا نريد الآن أن نتوسّع في شرح التفسيرات العلمية لعملية الإدراك البصري ودراستها ، وإنّما نرمي ـ من وراء ما قدّمناه ـ إلى تحديد موضع التفسير الفلسفي الذي نحاوله منها . فنقول بهذا الصدد :

إنّ الإدراك العقلي للصورة المبصرة يثير ـ بعد تلك الدراسات العلمية كلّها ـ سؤالاً ، يواجهه الشكليون والارتباطيون على السواء ، وهو : السؤال عن هذه الصورة التي أدركها العقل ، وتكوّنت طبقاً لقوانين التداعي الآلي ، أو طبقاً لقوانين الصيغة والشكل ، فما هو كنهها ؟ وهل هي صورة مادّية أو صورة مجرّدة عن المادّة ؟ وهذا السؤال الأساسي هو الذي يصوغ المشكلة الفلسفية التي يجب على علم النفس الفلسفي دراستها ومعالجتها ، وهو الذي تردّ عليه المادّية والميتافيزيقية بجوابين متناقضين .

ويبدو الآن من الواضح جدّاً : أنّ السيكولوجيا العلمية ـ أي : علم النفس التجريبي ـ لا تستطيع في هذا المجال أن تؤكّد على التفسير المادّي للإدراك ، وتنفي وجود شيء في الحياة العقلية خارج المادّة ، كما تزعم الفلسفة المادّية ؛ لأنّ التجارب السيكولوجية ، سواءٌ منها الذاتية والموضوعية ، لا تمتدّ إلى ذلك المجال .

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست