responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 373

وقام (رذرفورد) بعد ذلك بأوّل محاولة لتحويل عنصر إلى عنصر آخر ؛ وذلك أنّه جعل نوى ذرّات الهليوم (دقائق الألفا) تصطدم بنوى ذرّات الآزوت ، فتولّدت البروتونات ، أي : نتجت ذرّة هيدروجين من ذرّة الآزوت ، وتحوّلت ذرّة الآزوت إلى اُوكسجين . وأكثر من هذا ، فقد ثبت أنّ من الممكن أن تتحوّل بعض أجزاء الذرّة إلى جزء آخر ، فيمكن لبروتون ـ أثناء عملية انقسام الذرّة ـ أن يتحوّل إلى نيوترون ، وكذلك العكس .

وهكذا أصبح تبديل العناصر من العمليات الأساسية في العلم .

ولم يقف العلم عند هذا الحدّ ، بل بدأ بمحاولة تبديل المادّة إلى طاقة خالصة ، أي : نزع الصفة المادّية للعنصر بصورة نهائية ، وذلك على ضوء جانب من النظرية النسبية لـ (آينشتين) ؛ إذ قرّر أنّ كتلة الجسم نسبية ، وليست ثابتة ، فهي تزيد بزيادة السرعة ، كما تؤكّد التجارب التي أجراها علماء الفيزياء الذرّية على الإلكترونات التي تتحرّك في مجال كهربائي قوي ، ودقائق (بيتا) المنطلقة من نوايا الأجسام المشعّة . ولمّا كانت كتلة الجسم المتحرّك تزداد بزيادة حركته ، وليست الحركة إلاّ مظهراً من مظاهر الطاقة ، فالكتلة المتزايدة في الجسم هي ـ إذن ـ طاقته المتزايدة ، فلم يعد في الكون عنصران متمايزان : أحدهما المادّة التي يمكن مسّها وتتمثّل لنا في كتلة . والآخر الطاقة التي لا يمكن أن تُرى ، وليس لها كتلة ، كما كان يعتقد العلماء سابقاً ، بل أصبح العلم يعرّف أنّ الكتلة ليست إلاّ طاقة مركّزة .

ويقول (آينشتين) في معادلته : إنّ الطاقة = كتلة المادّة × مربّع سرعة الضوء (وسرعة الضوء تساوي (000 / 186) ميلاً في الثانية) كما أنّ الكتلة = الطاقة ÷ مربّع سرعة الضوء . وبذلك ثبت أنّ الذرّة بما فيها من بروتونات وإلكترونات ليست في الحقيقة

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست