المليمتر الواحد من المادّة يحتوي على ملايين من تلك الذرّات . والذرّة عبارة عن الجزء الدقيق من العنصر الذي تزول بانقسامه خصائص ذلك العنصر البسيط .
والذرّات تحتوي على نواة مركزية لها ، وعلى كهارب تدور حول النواة بسرعة هائلة ، وهذه الكهارب هي الإلكترونات . والإلكترون هو وحدة الشحنة السالبة . كما أنّ النواة تحتوي على بروتونات ونيوترونات . فالبروتونات هي الدقائق الصغيرة . وكلّ وحدة من وحداتها تحمل شحنة موجبة ، تساوي شحنة الإلكترون السالبة . والنيوترونات دقائق أخرى تحتويها النواة ، وليس عليها أيّ شحنة كهربائية .
وقد لوحظ على ضوء الاختلاف الواضح بين طول موجات الأشعّة التي تنتج عن قذف العناصر الكيماوية بقذائف من الإلكترونات ، أنّ هذا الاختلاف بين العناصر إنّما حصل بسبب اختلافها في عدد الإلكترونات التي تحتويها ذرّات هذه العناصر . واختلافها في عدد الإلكترونات يقتضي تفاوتها في مقدار الشحنة الموجبة في النواة أيضاً ؛ لأنّ الذرّة متعادلة في شحناتها كهربائياً ، فالشحنة الموجبة فيها بمقدار السالبة . ولمّا كانت زيادة عدد الإلكترونات في بعض العناصر على بعض يعني زيادة وحدات الشحنة السالبة فيها ، فيجب أن تكون نواتها محتوية على شحنة موجبة معادلة .
وعلى هذا الأساس أُعطيت الأرقام المتصاعدة للعناصر . فالهيدروجين = [1] بحسب رقمه الذرّي . فهو يحتوي في نواته على شحنة واحدة موجبة ، يحملها بروتون واحد ، ويحيط بها إلكترون واحد ذو شحنة سالبة . والهليوم أرقى منه في الجدول الذرّي للعناصر ؛ لأنّه = [2] ، باعتباره يحتوي في نواته على ضعف الشحنة الموجبة المرتكزة في نواة الهيدروجين ، أي : على بروتونين ويحيط بنواتها إلكترونان . ويأخذ الليثيوم الرقم الثالث . وهكذا تتصاعد الأرقام