نام کتاب : فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى(ص) نویسنده : الرحماني الهمداني، أحمد جلد : 1 صفحه : 638
أن يسطر، و تعلم جلالة شأنها، و علوّ مكانتها، و قوّة حجّتها، و رجاحة عقلها، و ثبات جنانها، و فصاحة لسانها، و بلاغة مقالها كأنّها تفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) من خطبها بالكوفة و الشام، و ليس عجبا من زينب أن تكون كذلك و هي فرع من فروع الشجرة الطيّبة النبويّة، و الارومة الهاشميّة، جدّها الرسول، و أبوها الوصيّ، و امّها البتول، و أخواها لأمّها و أبيها الحسنان، و لا بدع أن جاء الفرع على منهاج أصله [1] ...
4- قال العلّامة المامقاني (ره): أقول: زينب، و ما زينب! و ما أدراك ما زينب! هي عقيلة بني هاشم، و قد حازت من الصفات الحميدة ما لم يحزها بعد امّها أحد، حتّى حقّ أن يقال: هي الصدّيقة الصغرى، هي في الحجاب و العفاف فريدة لم ير شخصها أحد من الرجال في زمان أبيها و أخويها إلى يوم الطفّ، و هي في الصبر و الثبات و قوّة الإيمان و التقوى وحيدة، و في الفصاحة و البلاغة كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما لا يخفى على من أنعم النظر في خطبتها. و لو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن ينكر إن كان عارفا بأحوالها في الطفّ و ما بعده، كيف و لو لا ذلك لما حملها الحسين (عليه السلام) مقدارا من ثقل الإمامة أيّام مرض السجّاد (عليه السلام)، و ما أوصى إليها بجملة من وصاياه، و لما أنا بها السجّاد نيابة خاصّة في بيان الأحكام و جملة اخرى من آثار الولاية.
أ لا ترى ما رواه الصدوق في «إكمال الدين» و الشيخ (ره) في كتاب «الغيبة» مسندا عن أحمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة بنت محمّد بن عليّ أبي الحسن العسكريّ في سنة اثنتين و ثمانين بعد المائتين، فكلّمتها من وراء حجاب، و سألتها عن دينها، فسمّت لي من تأتمّ به (أو بهم) ثمّ قالت: فلان ابن الحسن، فقلت لها: جعلني اللّه فداك معاينة أو خبرا؟ فقالت: خبرا عن أبي محمّد (عليه السلام) كتب به إلى امّه.
فقلت لها: فأين المولود؟ فقالت: مستور، فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟