آدَمُ (ع)
تَغَيَّرَتِ الْبِلَادُ وَ مَنْ عَلَيْهَا * * * فَوَجْهُ الْأَرْضِ مُغْبَرٌّ قَبِيحٌ
تَغَيَّرَ كُلُّ ذِي طَعْمٍ وَ لَوْنٍ * * * وَ قَلَّ بَشَاشَةُ الْوَجْهِ الْمَلِيحِ
أَرَى طُولَ الْحَيَاةِ عَلَيَّ غَمّاً * * * وَ هَلْ أَنَا مِنْ حَيَاتِي مُسْتَرِيحٌ
وَ مَا لِي لَا أَجُودُ بِسَكْبِ دَمْعٍ * * * وَ هَابِيلُ تَضَمَّنَهُ الضَّرِيحُ
قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلًا أَخَاهُ * * * فَوَا حُزْنِي لَقَدْ فُقِدَ الْمَلِيحُ
فَأَجَابَهُ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ
تَنَحَّ عَنِ الْبِلَادِ وَ سَاكِنِيهَا * * * فَبِي فِي الْخُلْدِ ضَاقَ بِكَ الْفَسِيحُ
وَ كُنْتَ بِهَا وَ زَوْجُكَ فِي قَرَارٍ * * * وَ قَلْبُكَ مِنْ أَذَى الدُّنْيَا مَرِيحٌ
فَلَمْ تَنْفَكَّ مِنْ كَيْدِي وَ مَكْرِي * * * إِلَى أَنْ فَاتَكَ الثَّمَنُ الرَّبِيحُ
وَ بُدِّلَ أَهْلُهَا أَثْلًا وَ خَمْطاً * * * بِحَبَّاتٍ وَ أَبْوَابٍ مَنِيحٍ
فَلَوْ لَا رَحْمَةُ الْجَبَّارِ أَضْحَى * * * بِكَفِّكَ مِنْ جِنَانِ الْخُلْدِ رِيحٌ
وَ سَأَلَهُ عَنْ بُكَاءِ آدَمَ عَلَى الْجَنَّةِ وَ كَمْ كَانَتْ دُمُوعُهُ الَّتِي جَرَتْ مِنْ عَيْنَيْهِ فَقَالَ(ع)بَكَى مِائَةَ سَنَةٍ أَيْ وَ خَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ الْيُمْنَى مِثْلُ الدَّجْلَةِ وَ الْعَيْنُ الْأُخْرَى مِثْلُ الْفُرَاتِ سَأَلَهُ كَمْ حَجَّ آدَمُ مِنْ حِجَّةٍ فَقَالَ(ع)سَبْعِينَ حِجَّةً مَاشِياً عَلَى قَدَمَيْهِ وَ أَوَّلُ حِجَّةٍ حَجَّهَا كَانَ مَعَهُ الصُّرَدُ يَدُلُّهُ عَلَى مَوَاضِعِ الْمَاءِ وَ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ قَدْ نُهِيَ عَنْ أَكْلِ الصُّرَدِ وَ الْخُطَّافِ وَ سَأَلَهُ مَا بَالُهُ لَا يَمْشِي قَالَ لِأَنَّهُ نَاحَ عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَطَافَ حَوْلَهُ أَرْبَعِينَ عَاماً يَبْكِي عَلَيْهِ وَ لَمْ يَزَلْ يَبْكِي مَعَ آدَمَ(ع)فَمِنْ هُنَاكَ سَكَنَ الْبُيُوتَ وَ مَعَهُ تِسْعُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا كَانَ آدَمُ(ع)يَقْرَؤُهَا فِي الْجَنَّةِ وَ هِيَ