وَ قُصُورِهَا وَ أَمَرَ رِيَاحَهَا فَهَبَّتْ بِأَنْوَاعِ الْعِطْرِ وَ الطِّيبِ وَ أَمَرَ حُورَ عِينِهَا بِالْقِرَاءَةِ فِيهَا طَهَ وَ طس وَ حمعسق ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُنَادِياً فَنَادَى أَلَا يَا مَلَائِكَتِي وَ سُكَّانَ جَنَّتِي اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ(ص)مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضًى مِنِّي بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَلَكاً مِنْ مَلَائِكَةِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ رَاحِيلُ وَ لَيْسَ فِي الْمَلَائِكَةِ أَبْلَغُ مِنْهُ فَخَطَبَ بِخُطْبَةٍ لَمْ يَخْطُبْ بِمِثْلِهَا أَهْلُ السَّمَاءِ وَ لَا أَهْلُ الْأَرْضِ ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادَى أَلَا يَا مَلَائِكَتِي وَ سُكَّانَ جَنَّتِي بَارِكُوا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(ع)حَبِيبِ مُحَمَّدٍ(ص)وَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ(ص)فَإِنِّي قَدْ بَارَكْتُ عَلَيْهِمَا فَقَالَ رَاحِيلُ يَا رَبِّ وَ مَا بَرَكَتُكَ عَلَيْهِمَا أَكْثَرَ مِمَّا رَأَيْنَا لَهُمَا فِي جِنَانِكَ وَ دَارِكَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَا رَاحِيلُ إِنَّ مِنْ بَرَكَتِي عَلَيْهِمَا أَنِّي أَجْمَعُهُمَا عَلَى مجتبى [مَحَبَّتِي وَ أَجْعَلُهُمَا حُجَّتِي عَلَى خَلْقِي وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأَخْلُقَنَّ مِنْهُمَا خَلْقاً وَ لَأُنْشِئَنَّ مِنْهُمَا ذُرِّيَّةً أَجْعَلُهُمْ خُزَّانِي فِي أَرْضِي وَ مَعَادِنَ لِحُكْمِي بِهِمْ أَحْتَجُّ عَلَى خَلْقِي بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ فَأَبْشِرْ يَا عَلِيُّ فَإِنِّي قَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِي فَاطِمَةَ عَلَى مَا زَوَّجَكَ الرَّحْمَنُ وَ قَدْ رَضِيتُ لَهَا بِمَا رَضِيَ اللَّهُ لَهَا فَدُونَكَ أَهْلَكَ فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِهَا مِنِّي وَ لَقَدْ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ(ع)أَنَّ الْجَنَّةَ وَ أَهْلَهَا مُشْتَاقُونَ إِلَيْكُمَا وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْكُمَا مَا يَتَّخِذُ بِهِ عَلَى الْخَلْقِ حُجَّةً لَأَجَابَ فِيكُمَا الْجَنَّةَ وَ أَهْلَهَا فَنِعْمَ الْأَخُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الْخَتَنُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الصَّاحِبُ أَنْتَ وَ كَفَاكَ بِرِضَاءِ اللَّهِ رِضًى فَقَالَ عَلِيٌّ(ع)رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص)آمِينَ