22- و منه: جعفر بن محمّد بن بشرويه القطّان- معنعنا- عن الأوزاعيّ، عن صعصعة بن صوحان و الأحنف بن قيس، قالا جميعا: سمعنا ابن عبّاس يقول:
كنت مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهريّ، قال:
يا أحمد! أمرتنا بالصلاة و الزكاة، أ فمنك كان هذا أم من ربّك يا محمّد؟
قال: الفريضة من ربّي و أداء الرسالة منّي، حتّى أقول ما أدّيت إليكم إلّا ما أمرني ربّي. قال: فأمرتنا بحبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، زعمت أنّه منك كهارون من موسى، و شيعته على نوق غرّ محجّلة [1]، يرفلون [2] في عرصة القيامة حتّى يأتوا الكوثر فيشربوا، و جميع هذه الامّة يكونون زمرة في عرصة القيامة؛ أ هذا سبق من السماء [3] أم كان منك يا محمّد؟
قال: بلى سبق من السماء، ثمّ كان منّي، لقد خلقنا اللّه نورا تحت العرش.
فقال عمرو بن الحارث: الآن علمت أنّك ساحر كذّاب، يا محمّد أ لستما من ولد آدم؟ قال: بلى و لكن خلقني اللّه نورا تحت العرش قبل أن يخلق اللّه آدم، فجعل ذلك النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب [4] حتّى تفرّقنا في صلب عبد اللّه بن عبد المطّلب و أبي طالب، فخلقني ربّي من ذلك النور لكنّه لا نبيّ بعدي. قال: فوثب عمرو بن الحارث الفهريّ مع اثني عشر رجلا من الكفّار و هم ينفضون أرديتهم و يقولون:
اللّهمّ إن كان محمّد صادقا في مقالته، فارم عمرا و أصحابه بشواظ من نار.
قال: فرمي عمرو و أصحابه بصاعقة من السماء، فأنزل اللّه هذه الآية:
[1] «محجّلة: أي شدت عليها الحجلة، و هي بالتحريك بيت كالقبّة يستر بالثياب» منه ره.
[2] «قال الفيروزآباديّ [3/ 386]: رفل رفلا، و رفل فلان و أرفل، جرّ ذيله و تبختر و خطر بيده» منه ره
[3] في م: حتّى يأتي الكوثر فيشرب و يسقي هذه الامة، و يكون زمرة في عرصة القيامة، أ بهذا الحب سبق من السماء؟
[4] في م: قبل أن يخلق اللّه آدم باثني عشر ألف سنة، فلمّا أن خلق اللّه آدم ألقى النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب.