responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عوالم العلوم و المعارف نویسنده : البحراني الأصفهاني، الشيخ عبد الله    جلد : 2  صفحه : 367

فصل و زيادة

فأمّا الّذين ادّعوا أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إنّما قصد بما قاله في أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير أن يؤكّد ولاءه في الدين، و يوجب نصرته على المسلمين، و أنّ ذلك على معنى قوله سبحانه: وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ‌ [1] و أنّ الذي أوردناه من البيان على أنّ لفظة «مولى» يجب أن تطابق معنى ما تقدّم به التقرير في الكلام، و أنّه لا يسوغ حملها على غير ما يقتضي الإمامة من الأقسام، يدلّ على بطلان ما ادّعوه في هذا الباب، و لم يكن أمير المؤمنين (عليه السلام) بخامل الذكر فيحتاج إلى أن يقف به في ذلك المقام و يؤكّد ولاءه على الناس، بل قد كان مشهورا، و فضائله و مناقبه و ظهور علوّ مرتبته و جلالته قاطعا للعذر في العلم بحاله عند الخاصّ و العامّ.

على أنّ من ذهب في تأويل الخبر إلى معنى الولاء في الدين و النصرة، فقوله داخل في قول من حمله على الإمامة و الرئاسة، لأنّ إمام العالمين يجب موالاته في الدين، و تتعيّن نصرته على كافّة المسلمين، و ليس من حمله على الموالاة في الدين و النصرة يدخل في قوله ما ذهبنا إليه من وجوب الإمامة، فكان المصير إلى قولنا أولى.

و أمّا الذين غلطوا فقالوا:

إنّ السبب في ما قاله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يوم الغدير إنّما هو كلام جرى بين أمير المؤمنين و بين زيد بن حارثة، فقال عليّ (عليه السلام) لزيد: أ تقول هذا و أنا مولاك؟! فقال له زيد: لست مولاي، إنّما مولاي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فوقف يوم الغدير؛ فقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» إنكارا على زيد، و إعلاما له أنّ عليّا مولاه! فإنّهم قد فضحهم العلم بأنّ زيدا قتل مع جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) في أرض مؤتة من بلاد الشام قبل يوم غدير خمّ بمدّة طويلة من الزمان؛ و غدير خمّ إنّما كان قبل وفاة النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) بنحو ثمانين يوما؛ و ما حملهم على هذه الدعوى إلّا عدم معرفتهم بالسير و الأخبار.


[1] التوبة: 71.

نام کتاب : عوالم العلوم و المعارف نویسنده : البحراني الأصفهاني، الشيخ عبد الله    جلد : 2  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست