المسلك السادس: [المراد بالمولى ما يفيد الإمامة الكبرى و الخلافة العظمى]
هو أنّ الأخبار الخاصّة و العامّة المشتملة على صريح النصّ في تلك الواقعة، إن لم ندع تواترها معنى- مع أنّها كذلك- فهي تصلح [لكونها] قرينة لكون المراد بالمولى ما يفيد الإمامة الكبرى و الخلافة العظمى؛ لا سيّما مع انضمام ما جرت به عادة الأنبياء (عليهم السلام) و السلاطين و الامراء من استخلافهم عند قرب وفاتهم؛ و هل يريب عاقل في أنّ نزول النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) في زمان و مكان لم يكن نزول المسافر متعارفا فيهما- حيث كان الهواء على ما روي في غاية الحرارة، حتّى كان الرجل يستظلّ بدابّته، و يضع الرداء تحت قدميه من شدّة الرمضاء [1] و المكان مملّوء من الأشواك- ثمّ صعوده على الأقتاب، و الدعاء لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) على وجه يناسب شأن الملوك و الخلفاء و ولاة العهد، لم يكن إلّا لنزول الوحي الإيجابيّ الفوريّ في ذلك الوقت، لاستدراك أمر عظيم الشأن جليل القدر، و هو استخلافه، و الأمر بوجوب طاعته.
المسلك السابع: نقول: يكفي في القرينة على إرادة الإمامة من المولى، فهم من حضر ذلك المقام
، و سمع هذا الكلام، هذا المعنى [المرام] كحسّان حيث نظمه في أشعاره المتواترة، و غيره من شعراء الصحابة و التابعين و غيرهم، و كالحارث بن النعمان الفهريّ، كما مرّ عن الثعلبيّ و غيره، أنّه هكذا فهم الخطاب حيث سمعه، و غيرهم من الصحابة و التابعين، على ما مرّ بيانه في ضمن الأخبار.
و لنعم ما قال الغزاليّ في كتاب «سرّ العالمين» [2] في مقالته الرابعة التي وضعها [لتحقيق أمر الخلافة، بعد عدّة من الأبحاث و ذكر الاختلاف: لكن أسفرت [3] الحجّة وجهها، و أجمع الجمهور على متن الحديث من خطبته (صلّى اللّه عليه و آله)]