و قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله».
قال: و قال الربيع بن أنس: نزلت في مسير حجّة الوداع، انتهى.
و قد مرّ سائر الأخبار في ذلك.
المسلك الخامس: [أنّ المراد بالمولى: الأولى و الخليفة و الإمام]
إنّ الأخبار المتقدّمة الدالّة على نزول قوله تعالى:
يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ممّا يعيّن أنّ المراد بالمولى: الأولى و الخليفة و الإمام؛ لأنّ التهديد بأنّه إن لم يبلّغه فكأنّه لم يبلّغ شيئا من رسالاته، و ضمان العصمة له يوجب أن يكون في إبلاغ حكم يكون بإبلاغه إصلاح الدين و الدنيا لكافّة الأنام، و به يتبيّن للناس الحلال و الحرام إلى يوم القيامة، و يكون قبوله صعبا على الأقوام؛ و ليس ما ذكروه من الاحتمالات في لفظ المولى ممّا يظنّ فيه أمثال ذلك إلّا خلافته و إمامته (عليه السلام)، إذ بها يبقى ما بلّغه (صلّى اللّه عليه و آله) من أحكام الدين، و بها ينتظم امور المسلمين، و لضغائن الناس لأمير المؤمنين كان مظنّة إثارة الفتن من المنافقين، فلذا ضمن اللّه له العصمة من شرّهم.
قال الرازيّ في «تفسيره الكبير» [1] في بيان محتملات نزول تلك الآية ...:
العاشر: نزلت هذه الآية في فضل عليّ (عليه السلام)، و لمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده و قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه»؛ فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب! أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة. و هو قول ابن عبّاس و البراء بن عازب و محمّد بن عليّ.
و قال الطبرسي [2](رحمه اللّه): روى العيّاشيّ في «تفسيره» [3] بإسناده عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، و جابر بن عبد اللّه، قالا: