(391) تفسير فرات: أبو القاسم العلويّ- معنعنا- عن عمّار بن ياسر، قال:
كنت عند أبي ذرّ الغفاريّ في مجلس ابن عبّاس رضي اللّه عنه، و عليه فسطاط و هو يحدّث الناس، إذ قام أبو ذرّ حتّى ضرب بيده على عمود الفسطاط، ثمّ قال:
أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فقد أنبأته باسمي؛ أنا جندب ابن جنادة أبو ذرّ الغفاريّ، سألتكم بحقّ اللّه و حقّ رسوله أسمعتم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و هو يقول:
ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذرّ؟
قالوا: اللّهمّ نعم.
قال: أ فتعلمون أيّها الناس! أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) جمعنا يوم غدير خمّ ألف و ثلاثمائة رجل، و جمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل كلّ ذلك يقول:
«اللّهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه» و قال:
«اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله»؛ فقام رجل، و قال:
بخّ بخّ! يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة.
فلمّا سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان، اتّكأ على مغيرة بن شعبة و قام و هو يقول:
لا نقرّ لعليّ بولاية، و لا نصدّق محمّدا في مقالة.
فأنزل اللّه على نبيّه محمّد (صلّى اللّه عليه و آله):
فَلا صَدَّقَ وَ لا صَلَّى* وَ لكِنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى* ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى* أَوْلى لَكَ فَأَوْلى تهدّدا من اللّه تعالى و انتهارا.