الجانّ اثنتي عشرة ألف سنة، فلمّا أهلك اللّه الجانّ، شكوت إلى اللّه عزّ و جلّ الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت اللّه عزّ و جلّ في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة [اخرى] في جملة الملائكة، فبينا نحن [كذلك] نسبّح اللّه عزّ و جلّ و نقدّسه، إذ مرّ بنا نور شعشعانيّ فخرّت الملائكة لذلك [النور] سجّدا.
فقالوا: سبّوح قدّوس، نور ملك مقرّب أو نبيّ مرسل. فإذا النداء من قبل اللّه جلّ جلاله: لا نور ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل، هذا نور طينة علي بن أبي طالب. [1]
(5) باب احتجاج عبد اللّه بن جعفر بمحضر الحسنين (عليهما السلام) على معاوية
(383) سليم بن قيس: قال عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب:
كنت عند معاوية و معنا الحسن و الحسين (عليهما السلام)، و عنده عبد اللّه بن العبّاس، و الفضل بن عبّاس، فالتفت إليّ معاوية فقال: يا عبد اللّه! ما أشدّ تعظيمك للحسن و الحسين! و ما هما بخير منك، و لا أبوهما خير من أبيك! و لو لا أنّ فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لقلت: ما امّك أسماء بنت عميس بدونها! فقلت: و اللّه إنّك لقليل العلم بهما و بأبيهما و بامّهما، بل و اللّه لهما خير منّي، و أبوهما خير من أبي، و امّهما خير من امّي، يا معاوية! إنّك لغافل عمّا سمعته أنا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يقول فيهما و في أبيهما و امّهما، قد حفظته و وعيته و رويته.
قال: هات يا ابن جعفر، فو اللّه ما أنت بكذّاب و لا متّهم.
فقلت: إنّه أعظم ممّا في نفسك.
قال: و إن كان أعظم من احد و حرّاء جميعا، فلست ابالي إذا قتل اللّه صاحبك، و فرّق جمعكم و صار الأمر في أهله، فحدّثنا فما نبالي بما قلتم، و لا يضرّنا ما عددتم.
قلت: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و قد سئل عن هذه الآية:
[1] 284 ح 6. علل الشرائع: 143 ح 9. عنهما البحار: 39/ 162 ح 1، و ج 63/ 237 ح 81، و غاية المرام: