5- [باب تهنئة عمر لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) و إقرار جمهور الصحابة لعقد الولاية بإمرة المؤمنين]
269- [مناقب ابن شهرآشوب:] و المجمع عليه أنّ الثامن عشر من ذي الحجّة كان يوم غدير خمّ، فأمر النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) مناديا فنادى: الصلاة جامعة.
و قال: من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللّه و رسوله. فقال: اللّهمّ اشهد.
ثمّ أخذ بيد عليّ (عليه السلام) فقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله».
و يؤكّد ذلك أنّه استشهد به أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الدار، حيث عدّد فضائله فقال: أ فيكم من قال له رسول اللّه: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟
فقالوا: لا. فاعترفوا بذلك و هم جمهور الصحابة.
270- فضائل أحمد، و أحاديث أبي بكر بن مالك و إبانة بن بطّة و كشف الثعلبيّ:
عن البراء، قال: لمّا أقبلنا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في حجّة الوداع كنّا بغدير خمّ، فنادى: إنّ الصلاة جامعة. و كسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد عليّ (عليه السلام)، فقال: أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه.
فقال: أ و لست أولى من كلّ مؤمن بنفسه؟ قالوا بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، «اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه».
[1] سرّ العالمين للغزالي ص 16: قال في ترتيب الخلافة: اختلف العلماء في ترتيب الخلافة، إلى أن قال: لكن أسفرت الحجّة وجهها، و أجمع الجماهير على متن الحديث عن خطبة يوم غدير خمّ باتفاق الجميع و هو يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه». فقال عمر: بخّ بخّ لك يا أبا الحسن! لقد أصبحت مولاي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة. هذا تسليم و رضا و تحكيم، ثمّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرئاسة، و حمل عمود الخلافة، و عقود البنود، و خفقان الهوى في قعقعة الرايات، و اشتباك ازدحام الخيول، و فتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى، فعادوا إلى الخلاف الأوّل فنبذوه وراء ظهورهم، و اشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون. و مثله في تجهيز الجيش: 292.