ألا إنّه المخبر عن ربّه عزّ و جلّ، و المنبّه بأمر إيمانه.
ألا إنّه الرشيد السديد.
ألا إنّه المفوّض إليه.
ألا إنّه قد بشّر [به] من سلف بين يديه.
ألا إنّه الباقي حجّة و لا حجّة بعده، و لا حقّ إلّا معه، و لا نور إلّا عنده.
ألا إنّه لا غالب له و لا منصور عليه.
ألا و إنّه وليّ اللّه في أرضه، و حكمه في خلقه، و أمينه في سرّه و علانيته.
معاشر الناس! قد بيّنت لكم و أفهمتكم، و هذا عليّ يفهمكم بعدي؛ ألا و إنّي عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي [1] على بيعته و الإقرار به، ثم مصافقته بعدي؛ ألا و إنّي قد بايعت اللّه، و عليّ قد بايعني، و أنا آخذكم بالبيعة له عن اللّه عزّ و جلّ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ[2] الآية.
معاشر الناس! إنّ الحجّ [و الصفا و المروة] و العمرة من شعائر اللّه؛ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما[3] الآية.
معاشر الناس! حجّوا البيت، فما ورده أهل بيت إلّا استغنوا، و لا تخلّفوا عنه إلّا افتقروا.
معاشر الناس! ما وقف بالموقف مؤمن إلّا غفر اللّه له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجّته استأنف [4] عمله.
معاشر الناس! الحجّاج معانون و نفقاتهم مخلفة [5] و اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ*[6].
[1] صفق يده بالبيعة، و صفق على يده: ضرب يده على يده، و المصافقة: المبايعة.