أ ليس هو خير من وصفه اللّه في كتابه- بعد خاتم المرسلين- و مدحه بآياته، و خصّه بمحكم بيّناته؟
و لعمر الحقّ إنّ الإحاطة بكلّ فضائله، و ذكر جميع مناقبه (عليه السلام) لهو المحال بعينه.
و مصداقه ما رواه الحنفي أخطب خوارزم في مناقبه بإسناده إلى ابن عباس قال:
قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «لو أنّ الغياض أقلام و البحر مداد، و الجنّ حسّاب، و الإنس كتّاب ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)». [2]
(الإمامة من اللّه باختياره لا تتجاوز آل الرسول (صلّى اللّه عليه و آله))
فللّه درّك يا سيّدي و مولاي يا عليّ الرضا صلوات اللّه و سلامه عليك حيث تقول:
ظنّوا أنّ ذلك يوجد في غير آل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)! كذّبتهم- و اللّه- أنفسهم و منّتهم بالباطل، فارتقوا مرتقا صعبا دحضا، تزلّ عنه إلى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة، و آراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلّا بعدا.
قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون، لقد راموا صعبا، و قالوا إفكا، و ضلّوا ضلالا بعيدا، و وقعوا في الحيرة، إذ تركوا الإمام من غير بصيرة، و زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل و كانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه و اختيار رسوله إلى اختيارهم، و القرآن يناديهم: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ[3].
و قال عزّ و جلّ: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[4].