لمّا نزلت الولاية، و كان من قول رسول اللّه بغدير خمّ: سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين. فقالا [1]: من اللّه و من رسوله؟
فقال لهما [2]: نعم حقّا من اللّه و من رسوله أنّه أمير المؤمنين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين، يقعده اللّه يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنّة، و يدخل أعداءه النار.
فأنزل اللّه عزّ و جلّ: وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ. يعني قول رسول اللّه: من اللّه و من رسوله.
ثمّ ضرب لهم مثلا، فقال: وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ. [3]
198- قرب الإسناد: السندي بن محمّد، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لمّا نزلت الولاية لعليّ (عليه السلام)، قام رجل من جانب الناس فقال: لقد عقد هذا الرسول [4] لهذا الرجل عقدة لا يحلّها بعده إلّا كافر.
فجاءه الثاني، فقال له: يا عبد اللّه! من أنت؟ قال: فسكت.
فرجع الثاني إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: يا رسول اللّه! إنّي رأيت رجلا في جانب الناس و هو يقول: لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلّها إلّا كافر.
فقال: يا فلان، ذلك جبرئيل، فإيّاك أن تكون ممّن يحلّ العقدة، فنكص [5]. [6]
199- الاحتجاج [7]: روي عن الصّادق (عليه السلام) أنّه قال:
لمّا فرغ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من هذه الخطبة [8]، رئي في الناس رجل جميل بهيّ طيّب الريح، فقال: تاللّه ما رأيت [محمدا] كاليوم قطّ، ما أشدّ ما يؤكّد لابن عمّه!