ثمّ دعا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بضبعه، ثمّ رفع بيده، حتّى رئي بياض إبطيهما، فقال: أ لم ابلّغكم الرسالة؟ أ لم أنصح لكم؟ قالوا: اللّهمّ نعم.
فقال: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله» ففشت هذه في الناس.
فبلغ [ذلك] الحارث بن النعمان الفهريّ فرحل [1] راحلته، ثمّ استوى عليها- و رسول اللّه إذ ذاك بمكّة- حتّى انتهى إلى الأبطح [2]، فأناخ ناقته، ثمّ عقلها، ثمّ جاء إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) فسلّم، فردّ عليه النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)، فقال:
يا محمّد! إنّك دعوتنا أن نقول: لا إله إلّا اللّه، فقلنا، ثمّ دعوتنا أن نقول: إنّك رسول اللّه، فقلنا و في القلب ما فيه! ثمّ قلت: صلّوا، فصلّينا، ثمّ قلت:
صوموا، فصمنا [فأظمأنا نهارنا و أتعبنا أبداننا]، ثمّ قلت: حجّوا، فحججنا؛ ثمّ قلت: إذا رزق أحدكم مائتي درهم فليتصدّق بخمسه كلّ سنة، ففعلنا.
ثمّ إنك أقمت ابن عمّك فجعلته علما، و قلت:
«من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله» أ فعنك أم عن اللّه؟
قال: بل عن اللّه. قال:- فقالها ثلاثا-.
قال: فنهض و إنّه لمغضب، و إنّه ليقول: اللّهمّ إن كان ما قال محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) حقّا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أوّلنا، و آية في آخرنا، و إن كان ما قال محمّد كذبا، فأنزل به نقمتك.
ثمّ أثار ناقته فحلّ عقالها، ثمّ استوى عليها، فلمّا خرج من الأبطح رماه اللّه تعالى بحجر من السماء فسقط على رأسه و خرج من دبره، و سقط ميّتا فأنزل اللّه فيه: