و أمّا قولك: أين منزل محمد في الجنة، ففي أشرفها و أفضلها: جنّة عدن.
و أمّا قولك: من مع محمد من امّته في الجنة؟ فهؤلاء الاثنا عشر أئمة الهدى.
قال الفتى: صدقت فو اللّه الذي لا إله إلّا هو إنّه لمكتوب عندي باملاء موسى و خطّ هارون (عليهما السلام) بيده.
قال: أخبرني كم يعيش وصيّ محمد (صلّى اللّه عليه و آله) [من] بعده و هل يموت موتا أو يقتل قتلا؟
فقال له [عليّ (عليه السلام)]: ويحك يا هاروني [1] أنا وصيّ محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوما و لا أنقص يوما، ثم يبعث أشقاها شقيق عاقر [ناقة] ثمود فيضربني ضربة هاهنا في قرني [2] فتخضب منها لحيتي، ثم بكى (عليه السلام) بكاء شديدا.
قال: فصرخ الفتى و قطع كستيجه و قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه و أنك وصيّ رسول اللّه.
قال أبو جعفر العبدي- يرفعه- قال: هذا الرجل اليهودي أقرّ له من بالمدينة أنّه أعلمهم و كان أبوه كذلك فيهم. [3]
8- إكمال الدين: أبي، عن الحميري، عن محمد بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم، عن [إبراهيم بن] أبي يحيى المدني [4]، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال:
جاء يهودي إلى عمر فسأله عن مسائل فأرشده إلى [عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ليسأله، فقال] عليّ (عليه السلام): [سل]. فقال: أخبرني كم [يكون] بعد نبيّكم من إمام عدل؟ و في أي جنة هو؟ و من يسكن معه في جنته؟
فقال له علي (عليه السلام): يا هاروني لمحمد بعده اثنا عشر إماما عدلا لا يضرّهم خذلان من خذلهم، و لا يستوحشون لخلاف من خالفهم، أثبت في دين اللّه من الجبال الرواسي، و منزل محمد (صلّى اللّه عليه و آله) في جنّة عدن، و الذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر.
فأسلم الرجل، و قال: أنت أولى بهذا المجالس من هذا، أنت الذي تفوق و لا تفاق،