نام کتاب : عوائد الأيام في بيان قواعد الأحكام نویسنده : النراقي، المولى احمد جلد : 1 صفحه : 634
و المراد بالفائدة: ما يكون مقصودا للعقلاء، و يعدّه العقلاء و الذين بناؤهم على تحكيم العقل فائدة، لا ما يكون فائدة عند سفهاء أهل الدنيا، و المنهمكين في الملاعب، و العوامّ [1].
كما حكي: أنّ بعض المسرفين كان يضيّف الناس، فيأمر غلمانه بكسر الأواني النفيسة المملوءة من الأطعمة و الأشربة عند إتيان الطعام، و صبّ ما فيها في الظرف، حتى يصفه الأضياف بسعة الصدر و كثرة المال.
و كما أنّ بعضهم يضعون الثياب النفيسة و الأقمشة العالية في المشاعل، ليكون ضوؤها ذا ألوان.
و من ذلك ما يفعلونه في هذه الأزمنة من اللعب بالنار، و يقال له بالفارسية:
آتشبازى.
و منه إضاءة السراج في النهار، و نحو ذلك.
و أما الصرف فيما لا يليق بحاله: فهو أن يصرفه فيما تترتب عليه فائدة دينية أو دنيوية و لو مجرّد الزينة التي أباحها اللّه تعالى لعباده، و يعدّها العقلاء فائدة، و لكنّها كانت غير لائقة بحاله عند أهل العرف، متجاوزة عن حدّه و شأنه، كصرف السوقي الذي ليس له كل يوم درهمان مالا في تزويق بيته بالذهب و اللاجورد [2].
و كاشتراء من لا يحتاج في سنة و لا سنتين مرة إلى الركوب، و ليس له ضياع و لا عقار و لا مداخل غير ما يقوّت به عياله، فرسا بمائة دينار، و ربطه، و صرف المال في نفقته، و نحو ذلك.
و منه ما ذكره الإمام (عليه السلام): من جعل ثوب الصون ثوب الابتذال.
و إلى هذا أشار الإمام أبو عبد اللّه (عليه السلام) في موثقة سماعة بقوله: «فإنه ربّ فقير
[1] في «ح»: الهواة، و في «ب»: الهواء، و أثبتناه من «ج».
[2] اللاجورد فارسية، و هي اسم حجر أرزق يستخرج من الأرض صلابته كصلابة الزجاج.
نام کتاب : عوائد الأيام في بيان قواعد الأحكام نویسنده : النراقي، المولى احمد جلد : 1 صفحه : 634