responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 9  صفحه : 399

قد نابذني من أذلّ عبدي المؤمن.

7- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، و أبو علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، جميعا، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن حمّاد بن بشير قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): قال اللّه عز و جلّ: من أهان لي وليّا فقد أرصد لمحاربتي و ما تقرب إليّ عبد بشيء أحبّ إلي ممّا افترضت عليه و إنه ليتقرّب إلى بالنّافلة حتّى احبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره


الحرب كاشفتهم اياها و جاهرتهم بها.

قوله (قال رسول اللّه (ص) قال اللّه عز و جل من أهان لى وليا فقد أرصد لمحاربتى)

(1) لما قدم ذكر اختصاص الاولياء لديه و بين أن نصرتهم معدة بين يديه أشار اجمالا الى طريق الوصول الى درجة الولاية من بداية السلوك الى النهاية بقوله:

(و ما تقرب الى عبد بشيء أحب الى مما افترضت عليه)

(2) أى ما تحبب الى، و لا طلب القرب لدى بمثل اداء ما افترضت عليه، و ظاهر الموصول هو الفرض بالاصالة و حمله عليه و على ما أوجبه المكلف على نفسه بنذر و شبهه ممكن و هذا صريح فى أن المفروضات أعظم ثوابا و أتم قربا من المندوبات الا ما خرج بدليل و السبب فى ذلك أن اللّه عز و جل هو الاعلم بالاسباب التى تقرب العبد الى محبته و كرامته و تبلغه الى مرتبة رضاه و ولايته فجعل أكبر تلك الاسباب و أعظمها الفرائض و أوعد بالنار على التضييع بها و التفريط فيها فيجب على السالك المبادرة الى أدائها و المبالغة فى أحكامها و عدم اشتغال عنها بالنوافل لان النوافل لا تقبل حتى تؤدى فريضة حق الاداء ثم رتب على أداء الفرائض فعل النوافل لتكميل الفرائض و زيادة التقرب و دوام التحبب و قال:

(و أنه ليتقرب الى بالنافلة حتى أحبه)

(3) و ذلك لان السالك لو لم يشتغل بعد أداء الفرائض بالنوافل وضيع باقى أوقاته فى المباحات و لذاتها و أظلم قلبه بزهرات الدنيا و شهواتها بعد عن المولى بعبادة الهوى: و لم يتصف الفرائض له فى وقت الاداء و نقصت عن حد الكمال وفاته كمال التقرب و التحبب بخلاف ما اذا اشتغل بالنوافل فانه يوجب كمال الفرائض و زيادة القرب و دوام التحبب، و هكذا حتى يبلغ مرتبة كمال المحبة فلا يحب الا اللّه، و اللّه عز و جل يحبه.

و معنى محبة اللّه تعالى للعبد كما ذكره شيخ العارفين فى الاربعين هو كشف الحجاب عن قلبه و تمكينه من أن يطأ على بساط قربه فان ما يوصف به سبحانه انما يؤخذ باعتبار الغايات لا باعتبار المبادى و علامة حبه سبحانه للعبد توفيقه للتجافى عن دار الغرور، و الترقى الى عالم النور، و الانس باللّه و الوحشة مما سواه و صيرورة جميع الهموم هما واحدا انتهى. و فى قوله

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 9  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست