7- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، و أبو علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، جميعا، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن حمّاد بن بشير قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): قال اللّه عز و جلّ: من أهان لي وليّا فقد أرصد لمحاربتي و ما تقرب إليّ عبد بشيء أحبّ إلي ممّا افترضت عليه و إنه ليتقرّب إلى بالنّافلة حتّى احبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره
الحرب كاشفتهم اياها و جاهرتهم بها.
قوله (قال رسول اللّه (ص) قال اللّه عز و جل من أهان لى وليا فقد أرصد لمحاربتى)
(1) لما قدم ذكر اختصاص الاولياء لديه و بين أن نصرتهم معدة بين يديه أشار اجمالا الى طريق الوصول الى درجة الولاية من بداية السلوك الى النهاية بقوله:
(و ما تقرب الى عبد بشيء أحب الى مما افترضت عليه)
(2) أى ما تحبب الى، و لا طلب القرب لدى بمثل اداء ما افترضت عليه، و ظاهر الموصول هو الفرض بالاصالة و حمله عليه و على ما أوجبه المكلف على نفسه بنذر و شبهه ممكن و هذا صريح فى أن المفروضات أعظم ثوابا و أتم قربا من المندوبات الا ما خرج بدليل و السبب فى ذلك أن اللّه عز و جل هو الاعلم بالاسباب التى تقرب العبد الى محبته و كرامته و تبلغه الى مرتبة رضاه و ولايته فجعل أكبر تلك الاسباب و أعظمها الفرائض و أوعد بالنار على التضييع بها و التفريط فيها فيجب على السالك المبادرة الى أدائها و المبالغة فى أحكامها و عدم اشتغال عنها بالنوافل لان النوافل لا تقبل حتى تؤدى فريضة حق الاداء ثم رتب على أداء الفرائض فعل النوافل لتكميل الفرائض و زيادة التقرب و دوام التحبب و قال:
(و أنه ليتقرب الى بالنافلة حتى أحبه)
(3) و ذلك لان السالك لو لم يشتغل بعد أداء الفرائض بالنوافل وضيع باقى أوقاته فى المباحات و لذاتها و أظلم قلبه بزهرات الدنيا و شهواتها بعد عن المولى بعبادة الهوى: و لم يتصف الفرائض له فى وقت الاداء و نقصت عن حد الكمال وفاته كمال التقرب و التحبب بخلاف ما اذا اشتغل بالنوافل فانه يوجب كمال الفرائض و زيادة القرب و دوام التحبب، و هكذا حتى يبلغ مرتبة كمال المحبة فلا يحب الا اللّه، و اللّه عز و جل يحبه.
و معنى محبة اللّه تعالى للعبد كما ذكره شيخ العارفين فى الاربعين هو كشف الحجاب عن قلبه و تمكينه من أن يطأ على بساط قربه فان ما يوصف به سبحانه انما يؤخذ باعتبار الغايات لا باعتبار المبادى و علامة حبه سبحانه للعبد توفيقه للتجافى عن دار الغرور، و الترقى الى عالم النور، و الانس باللّه و الوحشة مما سواه و صيرورة جميع الهموم هما واحدا انتهى. و فى قوله