responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 9  صفحه : 370

4- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصمّ، عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): اتّق المرتقى السهل إذا كان منحدره و عرا، قال: و كان أبو عبد اللّه (عليه السلام) يقول:

لا تدع النّفس و هواها فإنّ هواها [في] رداها و ترك النفس و ما تهوى أذاها و كفّ النفس عمّا تهوى دواها.


قصد الحق و ملاحظة آثاره و أقوى صاد له عن سلوك سبيله و مشاهدة مناره. و طول الامل و هو صرف عنان الهمة الى البقاء و زمام العزيمة الى النعماء و عطف القلب الى زخارف الدنيا و تفكر زهراتها و تكميل أسبابها و تصور مقتنياتها و دوام اشتغاله بكيفية تحصيلها و كيفية العمل بها بعد حصولها يستلزم نسيان الآخرة و مثوباتها و الغفلة عن ذكر اللّه و ذكر الموت و ما بعده من أهوال القيامة و مقاماتها. و وجه حصر الخوف فيهما أنهما أعظم المهلكات حتى كأنه لا مهلك سواهما. و ذلك لان الانسان اما سالك طريق الخير، أو سالك طريق الشر. أو واقف بين الطريقين و الاول يسمى بالرشد و الهداية، و الثانى يسمى بالهوى و الغواية، و من البين أن الخوف من الثانى أعظم من الخوف من الثالث و قس عليه حال طول الامل، و انما أضاف (ع) الخوف منهما الى نفسه القدسية لانه لما كان هو المتولى لاصلاح حال الخلق و الراعى لهم فى امور معاشهم و معادهم، و الاولى بهم من أنفسهم كان الاهتمام بصلاحهم منوطا بهمته العالية فلا جرم نسب الخوف الى نفسه.

قوله (اتق المرتقى السهل اذا كان منحدره و عرا)

(1) المرقى و المرتقى و المرقاة موضع الرقى و الصعود من رقيت السلم و السطح و الجبل علوته، و المنحدر و الحدور- وزان رسول- المكان الّذي ينحدر منه أى ينزل من الانحدار و هو النزول تقول حدرت الشيء حدورا من باب قعد فانحدر أى أنزلته فنزل. و الوعر الصعب وزنا و معنى و هذا الكلام البليغ تمثيل لمتابعة النفس فى أهوائها و الترقى من بعضها الى بعض و ان كانت صغائر و سهولة ذلك عليها و صعوبة عاقبتها و الخروج من عهدتها و أولها بالاخرة الى الهلاك، بمن يصعد الجبل و يسهل عليه الصعود ثم يصعب عليه النزول بل قد يهلك و الغرض أيضا حينئذ سوء العاقبة.

قوله (لا تدع النفس و هواها فان هواها [فى] رداها و ترك النفس و ما تهوى اذاها و كف النفس عما تهوى دواها)

(2) النفس مائلة الى هواها و هى منافع حاضرة و لذات ظاهرة تقتضيها القوتان الشهوية و الغضبية مثل الشره و الحرص و حب المال و الجاه و الرئاسة و الغلبة و النهب و الفخر و الكبر الى غير ذلك من الاخلاق الذميمة و الاعمال القبيحة، و هى و ان كانت لذات بحسب الظاهر لكنها حيات مؤذية و أمراض ردية مهلكة بحسب الباطن، و حجب

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 9  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست