responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 50

العمل، ألا و إنّ النيّة هي العمل، ثمّ تلا قوله عزّ و جلّ: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ يعني على نيّته.

[الحديث الخامس]

5- و بهذا الاسناد قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِلّٰا مَنْ أَتَى اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ


ترك معصية للّه مخافة اللّه عز و جل أرضاه يوم القيامة» و قوله «قال اللّه تعالى لا يتكلوا العاملون لى على أعمالهم التى يعملونها الثوابى- الحديث و ذهب جماعة من العلماء الى أنه ينافى الاخلاص و يفسد العمل و دليلهم ضعيف و الاحتياط ظاهر.

قوله: (و النية أفضل من العمل)

(1) النية فى اللغة عزم القلب على أمر من الامور، و فى العرف إرادة ايجاد الفعل على الوجه المأمور به شرعا، و تلك الإرادة اذا تحققت فيه تسرى الى الاعضاء و تحركها الى افعالها، و هى أفضل الاعمال، و اذا ضم هذا مع قوله (ع):

«أفضل الاعمال أحمزها» يفيد أن النية أحمزها، و هو كذلك لان النية الخالصة يتوقف على قلع القلب عن حب الدنيا و نزعه عن الميل الى ما سوى اللّه تعالى، و هذا أشق الاشياء على النفس. و لهذا قال (ص): «رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر» حيث عد الجهاد الّذي هو أشق الاعمال البدنية أصغر من جهاد النفس و صرف وجهها عن غير اللّه لانه أشق و الاشق أفضل لما مر. على أن المراد نية المؤمن و هى أدوم و ثمرتها أعظم من الاعمال لان نيته أن لو بقى أبد الآبدين أن يكون مع الايمان باللّه و الطاعة له و هذه النية من لوازم الايمان و دائمة لا تنقطع بخلاف العمل فانه ينقطع و لو بقى الى مائة سنة أو أزيد و ثمرتها الخلود فى الجنة. و الّذي يدل عليه ما روى عن أبى عبد اللّه (ع) «انما خلد أهل النار فى النار لان نياتهم كانت فى الدنيا أن لو بقوا فيها أن يعصوا اللّه أبدا، و انما خلد أهل الجنة فى الجنة لان نياتهم كانت فى الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا اللّه أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء و هؤلاء، ثم تلا «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ» قال: «على نيته» فالعمل تابع النية فى الرد و القبول و الكمال و النقصان، و فرع لها و هذا وجه آخر لكونها أفضل من العمل لان الاصل أفضل من الفرع و من أراد أن يعلم وجوها آخر لافضليتها فليرجع الى ما ذكره الشيخ فى الحديث السابع و الثلاثين من الاربعين.

قوله: (ألا و ان النية هى العمل)

(2) لما كان نظام العمل و كماله و نقصانه و قبوله و رده تابعة للنية و مسببة عنها بالغ فى حمل العمل عليها بحرف التنبيه و حرف التأكيد و اسمية الجملة و تعريف الخبر باللام المفيد للحصر، و ضمير الفصل المؤكد له، و يندفع به ما عسى أن يتوهم من أن التفضيل انما يتعارف اذا كان المفضل من جنس المفضل عليه، و النية ليس من جنس العمل.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست