responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 5

[الحديث الثاني]

2- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن النضر بن شعيب، عن عبد الغفّار الجازيّ، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ اللّه جلّ و عزّ خلق المؤمن من طينه الجنّة و خلق الكافر من طينة النّار؛ و قال: إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيرا طيّب روحه


و الاضطرار لانا نقول:- و اللّه أعلم- ان اللّه جل شأنه لما خلق الارواح كلها قابلة للخير و الشر و علم أن بعضها يعود الى الخير المحض و هو الايمان، و بعضها يعود الى الشر المحض و هو الكفر باختيارهما و أمرها حين كونها مجردات صرفة بأمر كما سيجيء و وقع معلومه مطابقا لعلمه خلق للاول مسكنا و هو البدن من طينة عليين و خلق للآخر مسكنا من طينة سجين كما خلق للمؤمن جنة و للكافر نارا و ذلك ليستقر كل واحد فيما يناسبه و يعود كل جزء الى كله و كل فرع الى أصله، و من هاهنا ظهر أن الخلق من الطينتين تابع للايمان و الكفر و مسبب عن العمل دون العكس فلا يستلزم الجبر و لا ينافى الاختيار الا ترى أنه تعالى لما علم أن بين النبيين و المؤمنين اتصالا من وجه و انفصالا من وجه آخر لان المؤمنين يوافقونهم في العقائد و يخالفونهم أحيانا في الاعمال لعدم العصمة خلق قلوب المؤمنين من طينة النبيين و خلق أبدانهم من دون ذلك لانحطاط درجتهم و شرفهم، فوضع كلا في درجته و انك اذا قررت لعبدك المطيع بيتا شريفا و لعبدك العاصى بيتا وضيعا صح ذلك عقلا و شرعا و لا يصفك عاقل بالظلم و الجور اذ الظلم وضع الشيء في غير موضعه، فهو انما يلزم لو انعكس الامر أو وقع التساوى، و بما قررنا تبين فساد توهم أن الايمان و الفضل و الكمال و أضدادها تابعة لطهارة الطينة و صفاتها، و خباثة الطينة و ظلمتها، و هذا التوهم يوجب الجبر و بطلان الشرائع و التأديب و السياسة و الوعد و الوعيد نعوذ باللّه منه.

(1) <قوله>: (خلق المؤمن من طينة الجنة) قد أشرنا الى أن المراد بالطينة ظاهرها و أن اللّه تعالى لما علم في الازل من روح المؤمن طاعته و من روح الكافر عصيانه خلق بدن كل واحد في هذه النشأة مما يعود إليه في النشأة الآخرة، و قال بعض شراح نهج البلاغة:

الطينة اشارة الى أصولهم و هى الممتزجات المنتقلة في أطوار الخلقة كالنطفة و ما قبلها من موادها مثل النبات و الغذاء و ما بعدها من العلقة و المضغة و العظم و المزاج القابل للنفس المدبرة، و سيجيء توضيح ذلك في حديث المزن.

(2) <قوله>: (و قال اذا أراد اللّه عز و جل بعبد خيرا) ان اريد بالخير توفيقه تعالى و هداياته الخاصة لحسن استعداد العبد فالإرادة على حقيقتها و ان اريد به الايمان و توابعه من الاعمال الصالحة و الاخلاق الفاضلة يرد أنه تعالى أراد خير جميع العباد بهذا المعنى و يمكن دفعه بأن الإرادة حينئذ تعود الى اعتبار كونه عالما بما في العبد من الميل الى الخيرات و العزم على امتثال

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست