3- عنه، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن جارود أبي المنذر قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول: سيّد الأعمال ثلاثة: إنصاف النّاس من نفسك حتّى لا ترضى بشيء إلّا رضيت لهم مثله و مؤاساتك الأخ في المال و ذكر اللّه على كلّ حال، ليس «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر» فقط و لكن إذا ورد عليك شيء أمر اللّه عزّ و جلّ به أخذت به، أو إذا ورد عليك شيء نهى اللّه عزّ و جلّ عنه تركته.
هى أحسن كما قال تعالى «وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» و للنفس فيها مكايد عظيمة فالاولى تركها بالكلية الا من شرفه اللّه تعالى بالنفس القدسية و الكمالات العلمية و العملية فيمكن له التخلص من الاخلاق الرذيلة التى تحصل من المجادلة مثل التكبر و الرياء و الغضب و الحسد و البغض و العجب و غيرها مما لا يخفى على المزاول لها و لهذا وردت الاخبار بالنهى عنها مطلقا رعاية للاكثر.
(و انصف الناس من نفسك)
(1) و هو التزام العدل فى المخالطة و المعاملة حتى يحكم بنفسه على نفسه و هو من أخص الصفات العدلية و الفضائل البشرية، و به يتم نظام العالم و يرتفع الجور فى بنى آدم.
قوله: (انصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشيء لنفسك إلا رضيت لهم مثله)
(2) من اتصف به لا يريد للناس الا خيرا و يطلبه لهم بقدر الامكان و يدفع عنهم شرا و يحكم لهم على نفسه لو كان الحق لهم و لا يأخذ منهم من المنافع الا مثل ما يعطيهم و لا ينيلهم من المضار الا مثل ما يناله منهم
(و مواساتك الاخ فى المال)
(8) أى تشريكه و تسويته فيه يقال آسيته بمالى أى جعلته اسوة اقتدى أنا به و يقتدى هو بى و هو ينشأ من ملكة السخاء.
(و ذكر اللّه على كل حال)
(3) و فى كل مكان سواء كانت الاحوال و الامكنة شريفة أم لا
(ليس)
(4) أى ذكر اللّه (سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله الا اللّه و اللّه اكبر فقط)
(5) و ان كان مجموع ذلك من حيث المجموع و كل واحد من أجزائه ذكرا أيضا.
(و لكن اذا ورد عليك شيء أمر اللّه عز و جل به أخذت به أو اذا ورد عليك شيء نهى اللّه عز و جل عنه تركته)
(6) الذكر ثلاثة أنواع ذكر باللسان و ذكر بالقلب و الثانى نوعان أحدهما التفكر فى عظمة اللّه و آياته و الثانى ذكره عند أمره و نهيه و الثالث أفضل من الاول، و الثانى أفضل منهما، و من العامة من فضل الاول على الثالث مستندا بأن فى الاول زيادة عمل الجوارح و زيادة العمل يقتضي زيادة الاجر، و فيه أن الزيادة ممنوعة و على تقدير التسليم فليست الضابطة كلية لظهور أن الذكر القلبى أشرف الاذكار و أعرق فيها، و من ثم روى «نية المؤمن