قال: كان رسول اللّه يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيّته و صلحت سريرته و حسنت علانيته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله و أنصف الناس من نفسه.

[الحديث الثاني]

2- عنه، عن محمّد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة؟ أنفق و لا تخف فقرا و أفش السلام في العالم و اترك المراء و إن كنت محقّا و أنصف الناس من نفسك.

يوجب خفة صاحبه و تحقيره.

قوله: (طوبى لمن طاب خلقه)

(1) أى الجنة أو طيب العيش فى الدنيا و الآخرة لمن طاب و حسن خلقه باتصافه بالاخلاق الحسنة

(و طهرت سجيته)

(2) أى طبيعته عن الاخلاق القبيحة

(و صلحت سريرته)

(3) أى قلبه بالعقائد الصالحة و النية الخالصة و المعارف الالهية

(و حسنت علانيته)

(4) بالاعمال الصحيحة و الافعال الحسنة

(و انفق الفضل من ماله)

(5) باخراج الحقوق الواجبة و المندوبة او الاعم منهما او مما فضل من الكفاف.

(و امسك الفضل من قوله)

(6) بحفظ لسانه عما لا يعينه من فضول الكلام

(و انصف الناس من نفسه)

(7) أى كان حكما على نفسه فيما كان بينه و بين الناس و رضى لهم ما رضى لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه. و فى المصباح نصفت المال بين الرجلين انصفه من باب قتل قسمته نصفين و انصفت الرجل انصافا عاملته بالعدل و القسط و الاسم النصفة بفتحين لانك اعطيته من الحق ما تستحقه لنفسك.

قوله: (من يضمن لى أربعة بأربعة ابيات فى الجنة)

(8) الابيات جمع البيت و هو المسكن كالبيوت و الضمان الالتزام يقال ضمنت المال و به ضمانا فانا ضامن و ضمين التزمته و يتعدى بالتضعيف يقال ضمنته المال تضمينا أى الزمته اياه و المعنى من يلتزم لى أربعة من الاعمال بسبب أربعة ابيات التزمتها له فى الجنة، ثم اشار الى الاعمال الاربعة على سبيل الاستيناف

بقوله:

(انفق و لا تخف فقرا)

(9) فانه لما رغب فى الاربعة بذكر ثمرتها و هى انها سبب لبناء بيت لصاحبها فى الجنة صار محلا للسؤال فكان السائل قال ما هى حتى أفعلها فقال أنفق يعنى انفق فضل مالك فى ذوى الحاجات و لا تخف فقرا فان الانفاق سبب للخلف و الزيادة و أيضا الفضل لا دخل له فى الغنى فلا يوجب فواته فقرا.

(و افش السلام فى العالم)

(10) افشاء السلام، و هو الابتداء به على جميع الانام الا ما أخرجه الدليل، سبب للالفة و الالتيام و موجب لحسن المعاشرة و تكميل النظام، مع أنه عبادة فى نفسه مطلوب فى دين الاسلام

(و اترك المراء)

(11) أى الجدال و المنازعة.

(و ان كنت محقا)

(12) و ان كان فى المسائل العلمية بل هى أحق بترك المجادلة الا بالتى