3- عنه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم بن الحكيم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كان أبي يقول: إذا هممت بخير فبادر، فانّك لا تدري ما يحدث.
[الحديث الرابع]
4- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ اللّه يحبّ من الخير ما يعجّل.
[الحديث الخامس]
5- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بشير بن يسار، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخّره، فإنّ العبد يصوم اليوم الحارّ يريد ما عند اللّه فيعتقه اللّه به من النّار، و لا تستقلّ ما يتقرّب به إلى اللّه عزّ و جلّ و لو شقّ تمرة.
قوله: (اذا هممت بخير فبادر فانك لا تدرى ما يحدث)
(1) هذا كلام جامع لوجوه المبادرة الى الخيرات منها الرجوع الى الحالة المنافية للتكليف كالهرم المستلزم لضعف العقل و البنية و نقصانهما، و منها المرض المانع من الاتيان بها، و منها فجأة الموت، و منها وسوسة الشيطان و ازالة القصد بها، و منها طريان السهو و النسيان، و منها تزلزل النفس بخوف الفقر، و منها فوات المال. و نظير هذا الحديث ما نقل عن أمير المؤمنين (ع):
اذا هبت رياحك فاغتنمها * * * فان لكل حادثة سكون
و لا تغفل عن الاحسان فيها * * * فلا تدرى السكون متى تكون
و فيه ترغيب بليغ فى المبادرة الى الخيرات.
قوله: (ان اللّه يحب من الخير ما يعجل)
(2) دل على طلب التعجيل أيضا قوله تعالى «وَ سٰارِعُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ» أى على سبب مغفرة و هو الخيرات و مدحهم به فى قوله «أُولٰئِكَ يُسٰارِعُونَ فِي الْخَيْرٰاتِ» و رغب فيه أمير المؤمنين (ع) بقوله «لا خير فى الدنيا الا لرجلين رجل أذنب ذنبا فهو يتداركه و رجل يسارع فى الخيرات.
قوله: (و لا تستقل ما يتقرب به الى اللّه عز و جل و لو شق تمرة)
(3) أى نصفها فان نصفها قد يحفظ النفس عن الجوع المهلك و لان الانصاف الحاصلة من المتعدد قد يبلغ قوت الاخذ. و فيه حث على التصدق و عدم تركه لقلته و يحتمل أن يراد به و لو كان يسيرا من أى نوع كان و مثله قوله (ص) «لا تحقرن شيئا من المعروف» و قول أمير المؤمنين (ع) «افعلوا الخير و لا تحقروا شيئا فان صغيره كبير و قليله كثير» فسر الخير فى كلامه (ع) بالاحسان الى الضعفاء و الانعام عليهم و يمكن حمله على كل ما يتقرب به الى اللّه تعالى.